عاد قطاع غزة الى التواصل الداخلي والخارجي بعدما عزلته اسرائيل عن العالم الخارجي مدة 18 ساعة متوالية. وتمكن الفلسطينيون بعد ظهر أمس، للمرة الأولى، من اجراء الاتصالات اللازمة بعدما توقفت خدمة الهاتف الخليوي والثابت والانترنت فجأة بعد افطار رمضان مساء أول من أمس (الثلثاء). وأضحى توقف شبكات الاتصالات عن العمل القضية الأكثر اثارة للنقاش، الى جانب انقطاع التيار الكهربائي الدوري في شكل شبه يومي، وانقطاع المياه لأيام عدة غالباً. وتندر «الغزيون» على «عزلهم» عن العالم بأساليب شتى، خصوصاً على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك». وكتب أحدهم: «أرسلنا شركة الاتصالات في رحلة الى العصر الحجري»، فيما كتب آخر أنها «ارسلتنا في رحلة الى القرون الوسطى، بينما ترسلنا شركة الكهرباء يومياً الى العصر الحجري». وتساءلت ثالثة في لغة تحريضية مستوحاة من الربيع العربي: «لماذا أصبحنا نتقن الصمت؟ لماذا أصبحنا خانعين؟ أفيقوا من سباتكم». واتهمت مجموعة الاتصالات الفلسطينية اسرائيل ب «تدمير» الألياف الضوئية لشبكات الاتصالات. وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة عمار العكر، إن «جرافات الاحتلال دمرت (مساء) الثلثاء شبكة الألياف الضوئية التي تربط قطاع غزة من ثلاثة محاور مختلفة مع الضفة الغربية والعالم الخارجي». وأوضح العكر لشبكة «معاً» الاخبارية المحلية، أن «شبكة الالياف الضوئية التي تعتبر المغذي الرئيس لشبكة مجموعة الاتصالات، سواء الخط الثابت أو الخليوي أو الانترنت، تضررت، علماً بأن هذه الخطوط تقع على عمق ثمانية أمتار تحت الأرض». وأشار الى أن «المجموعة كانت اتخذت (في وقت سابق) احتياطات لازمة لمثل هذه الحالات، لكن الجرافات الاسرائيلية ضربت الشبكة على عمق كبير يصل الى 20 متراً تحت الأرض» في منطقة تقع شرق مدينة غزة. من جهته، نفى ناطق باسم الجيش الاسرائيلي «وجود أي معلومات لديه حول أي نشاط للجيش في المنطقة»، ووعد بفتح تحقيق في اتهامات المجموعة الفلسطينية. بدورها، قالت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إنها «تابعت عن كثب» المشكلة مع مجموعة الاتصالات ل «العمل على حلها». وأضافت الوزارة في بيان مقتضب أن الطواقم الفنية التابعة للمجموعة «استمرت في العمل على معالجة العطل». يُشار الى أن اسرائيل تمنع السلطة الفلسطينية منذ قيامها العام 1994 من أن تكون لها شبكات اتصالات مستقلة، أسوة بدول العالم، وتصر على أن تكون الاتصالات والشبكات من خلال شبكات اسرائيلية.