مع مطلع صيف كل عام يشرع الطائف اللطيف أبوابه لاستقبال قاصديه من المصطافين والسياح والزوار الذين يعدونه وجهتهم الأولى للهروب من قسوة حرارة الطقس، التي تغزوا بعض مناطق المملكة. إذ يتنقلون من فعالية جاذبة لأخرى مفيدة، ومن منتزه مزود بوسائل الترفيه كافة إلى بساتين تكسوها الخضرة أينعت ثمارها التي تجود بها في انتظار القطاف. لم تخلو تركيبات صخورها من ظهور أشكال هندسية إبداعية من دون تدخل بشري، أسهمت في تكونها الطبيعة ذاتها، إلى جانب بساتين غناء تجود بأنواع مختلفة من فاكهتها. تتكون المحافظة السياحية الحالمة بغد واعد ظهرت بوادره من خلال مبانٍ شيدت على الطراز الحديث وأخرى ثراثية وشوارع فسيحة وأزقة ضيقة يحيطها نسيم عليل يداعب النفوس. ويبدو أن الوحدات السكنية والمنازل تتحول هذه الأيام قبل أن يرخي الليل سدوله بصورة يومية إلى هدوء مطبق، جراء مغادرة الأسر أروقتها إلى التنزه والاندماج في برامج سياحية عدة متجددة، تخلق أجواء من المتعة لأفراد الأسرة كافة من دون استثناء، سبقها جهد وإعداد مبكر خرج نتاجه في شكل جمالي يهدف إلى طرد الملل والضجر وصخب المدن، إلى الراحة والهدوء. يقول المصطاف سعيد العنزي القادم من القصيم: «لا غنى عن زيارة الطائف والإقامة فيها في فصل الصيف من كل سنه، لافتاً إلى أنه اعتاد التواجد فيها وأفراد أسرته، ويضيف: «كانت البداية منذ ما يقرب من السبع سنوات إذ دخلت إلى شوارعها وحواريها لا أعرف منها شيئاً ومع مرور الوقت أصبحت أسهم في إرشاد التائهين الذين يستوقفونني أحياناً في الطرقات وأمام الإشارات الضوئية لاسيما في أوقات الكثافة المرورية». وتابع أرى أن فسحة النفس حق من حقوقها الواجب الوفاء بها تجاهها. وفي المقابل للنزهة البرية نصيبها من العشاق خصوصاً كبار السن، إذ يرى المصطاف عائض القحطاني أن إطلاق عنان الروح في البراري يعد نوع من السياحة التي لا تستهوي غالبية أبناء الجيل المعاصر سوى ساعات من الليل يقتصر على تناول وجبة العشاء والمغادرة إلى منازلهم». وأشار إقامتنا في الطائف لن تتجاوز الأسبوع أما اتجاه الرحلة لم نقرره بعد ومن المرجح أن قرى جنوبالطائف ستكون محطتنا الأخرى.