كيف تقيم مستوى البرامج الدينية في رمضان؟ - لو خرجت تلك البرامج من حصرية اصطلاح المسمى الديني الذي يجعل منها مادة مباشرة بأهداف محددة إلى فضاء قيمي أرحب لتفوقت على نفسها حضوراً ومستوى. بحكم التجربة، هل سجلت منافسة في نسب المشاهدة مع المسلسلات والبرامج الأخرى؟ - نعم ، كثيراً... هناك من يعتقد أن حرص القنوات الفضائية على تخصيص برامج دينية مكثفة «لزوم رمضان» فقط، هل هذا صحيح؟ -نعم هذا واقع، هناك سبب يبدو ظاهرياً يتعلق بحرص القنوات على التمشي مع جو رمضان الروحاني وتلبية رغبات المشاهدين في هذا الشأن، لكن السبب الأعمق برأيي يكمن في انحصار دوائر كثير من هذه البرامج على تقديم ما هو مباشر بتقويم سلوكيات معينة دعوياً، أو تأصيل مفاهيم دينية مباشرة، وبالتالي فإن هذه المباشرة لم تمنح للبرامج فرصة فرض نفسها على مختلف الدورات البرنامجية على مدار العام قدر ما تكون حاضرة في نهار رمضان فقط. استثمارياً ومالياً، هل من جدوى كبيرة على المنتج أو المحطة الفضائية؟ - الأمر هنا مرتبط وببساطة بالدائرة المغلقة المعروفة في شأن الجدوى، إذ المادة والمشاهد والمعلن، والوقت للعرض يبقى وسيلة تحقيق التوافق مابين مكونات هذه الدائرة. هناك برامج من قبل ما تسأل عنهh حققت نسب مشاهدة عالية، وبالتالي ركض وراءها المعلن مما يعني قطعاً مكسباً للقناة في النهاية، أما المنتج فهو في صف القناة في الغالب كسباً أو خسارة لتقارب الجهتين في استقراء واقع السوق... وإن كان لا يتحصل في الأغلب على ما تتحصل القناة عليه. ومن خلال تجربتي لعشر سنوات في الإنتاج فإن قلة من هذه البرامج سجلت حضوراً مميزاً في مجال الجدوى. برأيك هل فرض الإعلام الإسلامي نفسه في الساحة، مع مشاحة الكثيرين في الاصطلاح؟ - سجلني ممن يشاح في هذا الاصطلاح! لست مع المصطلح ولا تطبيقاته، فمن الصعوبة إذن أن أجيب على سؤالك. للبرامج الدينية عادة «تابوهات» يُخشى المساس بها، هل بات هذا واقعاً؟ - البرامج هي امتداد لواقع التكوين الثقافي للمجتمع، ما يحدد رسم ظل «التابوهات» كصورة نمطية في عمق التفكير هو مدى تسامح المجتمع من عدمه في عمق حواره، وأفكار أطيافه، أطيافنا لا تتسامح في الحوار كثيراً، وبالتالي فإن أي برنامج يحمل اتجاهاً مباشراً لطرح أفكار محددة أياً يكن هذا الاتجاه لن يكون بمعزل عن أنساق «تابوتية» لا قبل له بإلغائها وإن استطاع تخطي بعضها! البعض يتهم مسيري البرامج والقنوات الدينية بالعوز للاحتراف الإعلامي والمهني، هل تعترف بذلك؟ - دعني أوسع الاتهام قبل أن أوافقه! الكثير من القنوات التي تنشأ لأهداف خاصة باستراتيجيات منهجية أشبعت تحديداً، تتقلص فيها فرص الأداء الإعلامي المهني قطعاً. ثنائي سلمان العودة فهد السعوي هل انفصل؟ - الدورة البرامجية هي المعيار المحدد عادة لأي برنامج تلفزيوني من حيث البنية الفنية والتكوين والاستمرارية للبرنامج نفسه أو أياً من أطرافه، بالنسبة لبرنامجنا بإمكانك أن تعتبر أنه دورة برنامجية انتهت...! هل معنى ذلك أنك الآن عاطل عن العمل «إعلامياً»؟ - من أين تأتي العطلة لشخص أُشبع بالإعلام هواية وصنعة! فأنا على تماس يومي مع أكثر من عشر ساعات تلفزيونية مباشرة تنتج يومياً من الشركة التي أتشرف بترؤسها. ومتى إذن ستعاود الصلح أمام الشاشة لا خلفها ؟ - ربما يكون ذلك قريباً ... وفي ظهور مغاير! متى تمنيت يوماً أن تنتهي حلقة برنامجك بسلام؟ - عندما أحس أن جو الاتصالات المتتابعة في واد وحديثنا في واد آخر ...!