استنسخت بعض القنوات العربية برامج غربية (منحلة) (تلفزيون الواقع) ترفضها الذائقة العربية، وتأباها الفطرة الانسانية ناهيك عن البعد الديني والقيمي والاجتماعي الذي يأبى هذا الطرح الفج الذي يخدش الحياء ويدمر الأسر بمعول تلفزيون الواقع الذي وصفه البعض بأنه اشد خطراً على الهوية، ويعرف تلفزيون الواقع على انه ينقل تحركات المشاركين وتصرفاتهم على الهواء مباشرة بدون اخراج ومونتاج. بلا قناعة | ترى الاذاعية والاعلامية هناء الركابي ان (تلفزيون الواقع) فيه تنميق وتزييف للواقع وهو في الواقع تمثيل فقط لا أكثر. وتقول انا لست مقتنعة به وماذا يستفيد المشاهد من هذا الذي يسمى (تلفزيون الواقع) ولاشك ان فيه تأثيراً على المشاهد، فالشباب او الصبايا لا يمثلون شخصيتهم الحقيقية وكما ذكرت مجرد تمثيل كما ان المشاهد لا يستفيد من امثال هذه البرامج على الاطلاق ويخالف عاداتنا وتقاليدنا السمحاء المستمدة من الكتاب الكريم والسنة المطهرة. المادة الاعلامية واوضحت شيرين حطاب ان الامر يتوقف على المادة الاعلامية هل هي صحيحة أم عكس ذلك؟ ولاشك انها تؤثر على المشاهد والمتلقي سواء كان طفلاً او رجلاً كبيراً في السن.. واضافت قائلة : ان يعتمد على طريقة بث المادة الاعلامية وارى انه لا يساعد على هدم الاسرة بل مادة اعلامية تساعد على وعي المشاهد والمتلقي بشكل عام. وتنصح بان يكون نقلاً ومصداقية للوقائع. غزو فكري ويرى المخرج السينمائي ممدوح سالم تلفزيون الواقع: أن فكرة برامج الواقع تعتبر من اضخم البرامج المستوردة، ويعرف برنامج الواقع برصده لتحركات المشاركين بالبرنامج وتصرفاتهم ضمن مجموعة معينة يتم وضعها في مكان محدد وفي فترة زمنية محددة ضمن برنامج معين. وقد عرف عن الاعلام العربي محاكاتهم للاعلام الغربي وشراء حقوق البرامج لتنفيذ نسخ عربية تبث للعالم العربي وقد بدأت تلك الظاهرة من سنوات قريبة وكان برنامج الواقع (ستار اكاديمي) من ابرز البرامج التي لفتت انظار المشاهدين والمحطات العربية، وفي واقع الامر ان نوعية البرامج الواقعية انتشرت بشكل كبير دون الاخذ في الاعتبار ان ما يقدم لا يتناسب وذائقة المشاهد العربي ويراعى ضوابطه الاسلامية وظهرت على سطح الفضاء برامج متنوعة الاغلب منها فشل كما حصل في برنامج (الاخ الاكبر) وكذلك برامج اخرى مثل (البيت الخليجي) و(الوادي) و(ملكات الجمال) وبدأ بعض القنوات في تقدم برامج الواقع بشكل اكثر احتراما كما حصل في برنامج (الرابح الاكبر) وبدأت قنوات فضائية هادفة تعمل على انشاء افكار لبرامج الواقع بشكل جديد مثلما قدمت قناة (زواج) برنامج الواقع (بيت العرسان) وقد اشرف على البرنامج مختصون من علماء الشريعة والنفس وكان البرنامج يهدف الى تزويج الشباب والقضاء على العنوسة بطرق شرعية، وعمل ايضا التلفزيون السعودي على اقامة برنامج بعنوان (بالقرآن نحيا) وذلك من خلال رصد مجموعة من الشباب الذين يقومون على حفظ القرآن واداء الواجبات الدينية خلال شهر رمضان. فبرامج الواقع يمكن ان تطمس الهوية المحلية والاسلامية اذا طرحت بشكلها الاجنبي ولكن اذا روعي فيها الاهداف والاطروحات الاسلامية والاجتماعية والتي تراعى القيم والتقاليد فسيكون لها مردودها في التعريف بالمجتمع المسلم وبسماحة الدين الاسلامي وبالتالي ستنجح تلك البرامج في جدواها.