رد عدد من كبار العلماء والفقهاء على فتوى الداعية الدكتور محمد المنجد التي رأى فيها وجوب الطهارة قبل لمس جهاز الهاتف الجوال أو الأجهزة الإلكترونية المشغلة للقرآن الكريم، والتي تظهر على شاشاتها الآيات القرآنية كأجهزة (آي باد) أو (آي فون) وبعض الأجهزة الأخرى. حيث أفتى عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع بجواز قراءة القرآن الكريم من الأجهزة المشغلة سواء الجوال أو أجهزة آي باد دون اشتراط الطهارة، وعلل المنيع فتواه بأن القراءة من الأجهزة أشبه بالقراءة من الصدر والتي لا تشترط فيها الطهارة، مؤكدا على أن هذه الأجهزة تختلف عن المصاحف التي تجب فيها الطهارة. ووافقه الرأي المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد المحسن العبيكان، بل ورأى أن الطهارة لا تشترط حتى في قراءة القرآن من المصحف، وقال العبيكان ل«عكاظ»: الصحيح من أقوال أهل العلم أن مس المصحف للمحدث حدثا أصغر جائز، ولا يقوم دليل صحيح صريح على وجوب الطهارة لمسه، كقوله عز وجل «لا يمسه إلا المطهرون» راجع للوح المحفوظ، والمطهرون هم الملائكة، ومعنى طهارتهم أي مطهرون من العصيان، وليست طهارة من الإحداث، لقوله (صلى الله عليه وسلم) في كتابه لعمر بن حزم لما بعثه إلى نجران وهم نصارى «ولا يمس القرآن إلا طاهر». وأضاف العبيكان «هذا اللفظ مشترك بين المتطهر من الحدث والمجتنب للنجاسة والمسلم لقوله صلى الله عليه وسلم (إن المسلم لا ينجس) وقوله عز وجل (إنما المشركون نجس)» وزاد العبيكان «إذن لا بد من قرينة تبين المراد من لفظة طاهر، والقرينة عندي التي تدل على أن المقصود ألا يمس القرآن إلا طاهر أي مسلم، لأنه صلى الله عليه وسلم كتبه لعمر بن حزم عندما بعثه لقوم كفار، ولو كان المقصود المتطهر من الحدث لكان أهل المدينة أولى بهذا البيان، لأنه يكثر بينهم تداول ما كتب من القرآن الكريم». وبين العبيكان أنه بالنسبة للأجهزة التي كتب فيها القرآن الكريم ما دامت الكتابة ظاهرة فلا تمسها الحائض والجنب، أما إذا اختفت الكتابة بإطفاء الجهاز أو نحو ذلك فلا حرج في مسهما، ويستأنس في ذلك بما قرره الإمام النووي لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمهما الله من أن الكتابة في الإناء ونحوه من آيات القرآن الكريم إذا محيت بالماء وتفرقت الحروف فلا تبقى لها حرمة. وكان الداعية محمد المنجد قد نشر فتواه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، بعد ما أسماه المنجد ب«المباحثة» مع الشيخ عبد الرحمن البراك، ما نصه «الذي خلصنا إليه في مباحثة قبل قليل مع شيخنا عبد الرحمن البراك أن القرآن إذا ظهر على الشاشة صار للجهاز حكم المصحف (الطهارة للمس)، فإذا اختفى زال الحكم».