بدأ وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو مباحثاته في العاصمة السورية دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد أمس، فيما توغلت الدبابات السورية في قرى قريبة من الحدود التركية. قالت مصادر تركية وسورية مواكبة للزيارة: إن الاجتماع يضم وزير الخارجية السورية وليد المعلم وعددا محدودا من الجانب التركي الى جانب أوغلو، كان أوغلو وصل الى دمشق في وقت سابق امس لاجراء مباحثات أسماها البعض مباحثات «الفرص الضيقة». وكان ناطق باسم السفارة التركية في دمشق قال ان أوغلو لديه اجتماع واحد مقرر مع الأسد «وكما بات معلنا، لديه رسالة يريد إيصالها إلى القيادة السورية». وأضاف: «كما أنه سيسمع شرحا من القيادة السورية عن الأوضاع العامة في البلاد والموقف السوري بطبيعة الحال قبل ان يغادر في وقت لاحق اليوم بعد زيارة قصيرة يجري خلالها تبادل وجهات النظر في الأزمة الراهنة والعلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية» كان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أعلن قبل أيام انه سيبعث برسالة حازمة إلى القيادة السورية ، مع الوزير أوغلو ، «لأن ما يجري في سورية ليس موضوعا خارجيا بل هو شأن تركي داخلي وان الحدود المشتركة تمتد إلى أكثر من 850 كيلومترا بين البلدين الجارين». وقد ردت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس الاسد، على الموقف التركي بالقول «إذا كان أوغلو آتيا حاملا رسالة حازمة، فإنه سيسمع في دمشق كلاما أكثر حزما». وجاءت الزيارة فيما قال شهود إن الدبابات السورية اقتحمت بلدة في محافظة قريبة من الحدود التركية، وقال الشهود: إن عربات مصفحة دخلت فجرا بلدة بنش التي تبعد 30 كيلومترا عن الحدود السورية التركية. كما دخل طابور مدرعات وسط مدينة دير الزور في اليوم الثالث من هجوم على المدينة. وردا على سؤال حول سبب اقتحام القوات العسكرية لبنش قال ساكن فرّ من المدينة :»انضمت البلدة بأكملها إلى مظاهرات في الليل بعد صلاة التراويح»، وقال سكان في دير الزور: إن الدبابات تقدمت جنوبا تجاه وسط المدينة بعدما سيطرت على حي الحويقة وإن القوات اقتحمت المنازل واعتقلت ساكنيها.، وقال الساكن الذي لم يذكر من اسمه سوى اياد: «إنهم الآن على مسافة نحو كيلومتر عن وسط المدينة. عندما ينتهون من منطقة ينتقلون إلى أخرى.» كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن والجيش السورية اقتحمت بالدبابات أمس بلدتي بنش وسرمين في ريف ادلب (شمال غرب) ما أدى الى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى. وقال المرصد في بيان: إن «عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة اقتحمت صباح أمس بلدات بنش وسرمين وبدأ اطلاق نار كثيف فيهما سمع في القرى المجاورة». واضاف : إن «العمليات العسكرية والامنية التي تنفذها القوات السورية اسفرت عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى جراح خمسة منهم حرجة». واشار المرصد الى ان تظاهرات حاشدة تجري في بلدة بنش منذ بدء حركة الاحتجاجات . وفي بيان آخر أفاد المرصد عن اطلاق نار كثيف في احياء دير الزور (شرق) حيث توفي شخصان وقد تأثرا بجروحهما، وقال المرصد : إنه «بعد سماع اصوات اطلاق النار الكثيف في احياء الحويقة والقصور والجبيلة صباح أمس وصلت معلومات مؤكدة عن استشهاد شاب وسيدة متأثرين بجروح أصيبا بها»، وأفاد عن «عمليات مداهمة واعتقالات تنفيذ الان في حي الحويقة اسفرت حتى هذه اللحظة عن اعتقال 17 شخصا».