أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي «أن موقف لبنان الثابت عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية ودعم كل الجهود لوقف أعمال العنف»، معلناً ادانته «لسقوط الضحايا السوريين من مدنيين وعسكريين»، وواصفاً الموقف الذي عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعوته الى وقف العنف واراقة الدماء ب«الحكيم». وقال وزير الاعلام وليد الداعوق بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الكبيرة أمس، برئاسة ميقاتي ان الاخير «نوّه في مستهلها بالأجواء التي سادت جلستي مجلس النواب الأسبوع الماضي مسجلاً ارتياحه للتعاون الذي برز بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وقال ان هذا التعاون يندرج في إطار ما نصّ عليه اتفاق الطائف الذي التزمت الحكومة تطبيقه وكذلك ما جاء في مقدمة الدستور». واشار الى ان ميقاتي اثار مسألة «اقرار قانون المناطق البحرية الذي شكّل اضافة الى أهميته الاقتصادية والسيادية نموذجاً للتعاون بين الحكومة ومجلس النواب. ولفت الى ان أمام الحكومة مسؤولية متابعة تنفيذ القانون وستتولى شركة متخصصة بالشأن الطوبوغرافي مساعدة الحكومة ابتداء من هذا الاسبوع بالتنسيق مع الادارات المعنية». وتوقف ميقاتي عند موقف لبنان في مجلس الأمن حيال ما يجري في سورية من أحداث، فأشار الى ان «خيار النأي بالنفس الذي اتخذه لبنان، جاء بعد التشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عدنان منصور، ورأينا جميعاً كان منذ بداية الأحداث الدامية في الشقيقة سورية ألا نتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد وندعم كل الجهود المبذولة للتوصل الى حلول، وتوقف اعمال العنف التي لا يمكن الا ان نأسف شديد الأسف على حصولها وندين سقوط الضحايا من المدنيين والعسكريين وما أحدثته من اضطرابات اضرت بالاستقرار السوري والسياسي والأمني والاقتصادي». واضاف ميقاتي: «وجدنا ان المقاربة التي اعتمدها مجلس الأمن لا يمكن ان تشكل حلاً لما يجري في سورية. كما اننا في الوقت نفسه لم نشأ تعطيل صدور البيان الذي يعكس الارادة الدولية في النظرة الى هذه الأحداث، لا سيما في الشق الإنساني الذي يلتقي الجميع على المطالبة بوقف اعمال العنف وهذا ما عبّرت عنه الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي». وأكد ميقاتي «اننا بقدر ما نتألم للضحايا المدنيين منهم والعسكريين التي تسقط يومياً في المناطق السورية التي تشهد مواجهات بالقدر نفسه نرى ان التجارب علمتنا ان العنف لا يؤدي الا الى المزيد من الآلام والعذاب والضرر، وان الحوار البناء والمتكافئ هو الذي يفتح الآفاق أمام الوصول الى الإصلاحات المنشودة التي يجب ان تكون وليدة قناعات وطنية بأن أي تغيير يجب ان يكون هدفه الخير العام والمزيد من الأمان والاستقرار لتتمكن سورية من لعب دورها في محيطها وفي العالم». وقال: «من هذا المنطلق جاء الموقف الحكيم الذي عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين في دعوته الى وقف العنف واراقة الدماء والى الاسراع في الاصلاحات المنشودة التي من شأنها النأي بسورية عن المزيد من دورات العنف وتحقيق آمال الشعب السوري الشقيق». وتوجه ميقاتي الى «موجهي الانتقادات في الداخل ودعاهم الى الكف عن استغلال ما يجري من أجل تحقيق مكاسب سياسية ظرفية لأن المهم الآن ان نحمي لبنان من تداعيات ما يجري في المنطقة». وحض «الهيئة العليا للاغاثة ووزارة الشؤون الاجتماعية على رعاية النازحين السوريين ووضع تقرير مفصل حول الموضوع» وأوضح الداعوق ان مجلس الوزراء استمع لعرض وزير الخارجية عن زيارته سورية و«الارتياح الذي لمسه من قبل المسؤولين فيها عن الوضع في سورية وعن موقف لبنان في مجلس الأمن، الذي استحوذ على رضى أعضاء مجلس الأمن». وعن ضبط اسلحة مهربة من لبنان الى سورية قال: «تم التشديد على ان السلطات الامنية والقضائية يجب ان تقوم بعملها حفاظاً على اتفاق الطائف ومعاهدة الاخوة بين البلدين التي تنص على ان لبنان لن يكون ممراً لتهديد امن سورية».