في موقف نادر، ندد الأزهر بشدة بما يحدث في سورية، واعتبر «أن الأمر قد جاوز الحدَّ، وأنه لا مفر من وضع حد لهذه المأساة العربية الإسلامية»، في حين كرر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قلقه ازاء الاوضاع في هذا البلد. وأصدر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بياناً أمس أهاب فيه بالأخوة في سورية أن يتداركوا «الدماء المسفوكة، والأسر المتشتتة، والمصائر المهددة، ومواجهة الشعب الأعزل بالرصاص الحي وبالحديد والنار، من دون جدوى، وعلى مدى شهور عدة، أهدرت فيها أرواح وانتهكت فيها حرمات وأعراض». وشدد البيان على أن «الأزهر الذي صبر طويلاً وتجنب الحديث عن الحالة السورية نظراً لحساسيتها في الحراك العربي الراهن»، يشعر بأن «من حق الشعب السوري عليه أن يعلن وبكل وضوح أن الأمر قد جاوز الحدَّ، وأنه لا مفر من وضع حد لهذه المأساة العربية الإسلامية». وناشد الأزهر «المسؤولين في سورية الشقيقة أن يرعوا هذا الشعب الأبي»، وأشار إلى أنه «سبق وأصدر بياناً في بداية الأزمة في سورية شدد فيه على أن الشعب السوري وما يتعرض له من قمع واسع، ومن استعمال لأقصى درجات العنف، واعتقال وترويع، يمثل مأساة إنسانية لا يمكن قبولها ولا يجوز شرعاً السكوت عنها ومعلوم أن الدم لا يزيد الثورات إلا اشتعالاً». وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري وحرياته وصيانة دمائه»، مطالباً القيادة السورية بأن «تعمل فوراً على وقف إراقة الدماء وعلى الاستجابة للمطالب المشروعة للجماهير السورية، استجابة صادقة واضحة، داعياً الله أن يحفظ الشعب السوري آمناً حراً عزيزاً كريماً صامداً». وشدد البيان على ان «سرعة استجابة السلطة السورية لإرادة الشعب وحقن دماء المواطنين سوف يفوت الفرصة على أي مخططات تعمل الآن على تفجير الشام المبارك من أقصاه إلى أقصاه». إلى ذلك عبَّر الأمين العام للجامعة نبيل العربي عن قلقه إزاء الوضع في سورية، وقال: «إن الأمر والموقف في سورية معقدان»، وأوضح أن «هناك حدود لما يمكن للنظام الدولي المعاصر أن يقوم به»، مشيراً إلى أن «الجامعة تتعامل مع الأزمة السورية وفق الإجراءات وتتخذها خطوة - خطوة»، متسائلاً «هل أدى البيان الصادر عن مجلس الأمن بشأن الأحداث في سورية إلى شيء»، وأجاب بأن «البيان لم يؤد إلى شيء، فالأمر والموقف معقدان». ورد العربى في مؤتمر صحافي على سؤال حول عدم قيام الجامعة والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ضد سورية مثلما حدث مع ليبيا من فرض منطقة حظر جوي وتجميد عضويتها في الجامعة، بأن «جامعة الدول العربية والتي تضم 22 دولة هي منظمة إقليمية ولديها ميثاقها وآلياتها التي تدعو لاحترام حقوق الإنسان إذا ما قامت إحدى دولها بانتهاك هذه الحقوق بسبب أو آخر». وأضاف ان «الجامعة أصدرت بياناً يعبر عن قلقها إزاء الوضع، ودعونا نرى ما ستؤول إليه الأوضاع عقب هذا البيان». وأضاف أنه «لا يتوقع أن تقوم الجامعة بشن حرب أو اعلان الحرب على أي من أعضائها»، وقال إن «ذلك ليس في مقدورنا أو في مقدور أي دولة أخرى». وأضاف: «نظراً الى تصاعد العنف في سورية، كان لا بد من إصدار بيان أول من أمس يعبر عن قلق الجامعة إزاء تطورات الأحداث فيها»، مؤكداً حرص الجامعة على تحقيق مصالح الدول العربية وتحقيق صالح شعوبها.