واشنطن، دمشق - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز - طلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من نظيرها التركي أحمد داود أوغلو أن ينقل الى دمشق رسالة واضحة مفادها أن على السلطات السورية «إعادة جنودها فوراً الى ثكناتهم»، كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية. وقال الناطق باسم الوزارة مارك تونر إن كلينتون وخلال مكالمة هاتفية مع نظيرها التركي تطرقت الى الوضع في سورية والى نداءات المجتمع الدولي المطالبة بوقف القمع العسكري ضد المتظاهرين. وأضاف إن «الوزيرة كلينتون ناقشت الموقف الأميركي القائل بأن على سورية أن تعيد فوراً جنودها الى ثكناتهم وأن تطلق سراح جميع المعتقلين». وتابع: «لقد طلبت من وزير الخارجية إيصال هذه الرسائل الى الحكومة السورية. لقد كررت أيضاً الدعم الأميركي لعملية تحول ديموقراطي في سورية». وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن أول من أمس أن صبر تركيا «نفد» إزاء استمرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد في قمعه الدموي للمتظاهرين ولذلك سيزور وزير خارجيته أحمد داود أوغلو دمشق الثلثاء لينقل إليها «بحزم رسائل» بهذا المعنى. إلى ذلك، جدد السفير الأميركي روبرت فورد بعد عودته الى سورية تعهده بمواصلة تنقلاتها على مختلف المناطق مندداً بحملة القمع «المفرطة» التي يشنها النظام السوري ضد الحركة الاحتجاجية. وأعادت واشنطن الخميس السفير روبرت فورد الى سورية. وكان فورد قد أثار حفيظة الحكومة السورية الشهر الماضي حينما زار مدينة حماة التي تشهد تظاهرات حاشدة وحيث قتل العشرات هذا الأسبوع في حملة عنيفة يشنها الجيش على المدينة. وتعهد السفير في مقابلة مع قناة أيه بي سي الأميركية قبل مغادرته واشنطن بمواصلة التنقل داخل سورية. وقال فورد لبرنامج «هذا الأسبوع» الذي يبث الأحد ويتناول قضايا سياسية «لا يعنيني كثيراً (أن تغضب دمشق)، إذ يتعين أن نبدي تضامننا مع المحتجين السلميين». وتابع بالقول: «لن يثنيني شيء عن فعل الأمر ذاته غداً (زيارة حماة أو غيرها من المدن) إذا تطلب الأمر ذلك. سأواصل تنقلي عبر سورية، لا يمكنني التوقف عن ذلك». وقال: «هدف وجودي في سورية من أساسه هو التمكن من التواصل ليس فقط مع الحكومة السورية بل مع الشعب السوري». غير أن هذه المهمة قد لا تخلو من المخاطر بسبب أعمال العنف المنتشرة في أجزاء مختلفة من البلاد وقد قتل 52 مدنياً بينهم طفل أول من أمس إثر عمليات عسكرية قام بها الجيش السوري في ريف حمص (وسط) ودير الزور (شرق) على رغم تزايد الضغوط الدولية التي يواجهها النظام السوري لوقف العنف. وقال فورد إنه بينما يشعر شخصياً بالقلق الشديد إزاء مصير «بعض الأشخاص الذين التقيت بهم» وبينهم البعض ممن يخشى انهم «باتوا الآن قيد الاعتقال أو ربما قتلوا»، إلا أنه أصر على الحاجة الى التنقل خارج العاصمة. وأضاف: «لا بد من أن يكون هناك من يشهد على ما تفعله الحكومة السورية»، مضيفاً أن التلفزيون الحكومي السوري «لا يحظى بمصداقية ويردد جميع أنواع الأكاذيب». ويؤكد التلفزيون السوري بحسب الرواية الرسمية أن قوات الأمن تتدخل للتصدي «لمجموعات إرهابية مسلحة». ولم يصل فورد الى حد المجاهرة بالدعوة لتنحي الأسد، وكانت إدارة أوباما قالت إن الرئيس السوري فقد شرعيته بالكامل من دون الدعوة صراحة لتنحيه. وقال فورد: «سنسعى لزيادة الضغط»، واصفاً العنف ضد المحتجين بأنه «مفرط» و «شنيع». وتدرس واشنطن فرض عقوبات إضافية على دمشق وحثت الخارجية الأميركية الجمعة المواطنين الأميركيين في سورية على «الرحيل فوراً بينما ما زال النقل التجاري متوافراً». وقالت الخارجية إن «القيود التي تفرضها الحكومة السورية على المراقبين، ومن بينها تعطيل ديبلوماسيين معتمدين لديها لفترات قصيرة، جعلت من الصعب على طاقم السفارة الأميركية تقييم المخاطر الراهنة تقييماً صحيحاً أو الوقوف على احتمالات استمرار العنف».