سؤال كبير طرح نفسه في أوساط كرة القدم الفرنسية التي أطلق دوريها أخيراً. هل يساوي الأرجنتيني خافيير باستوري مبلغ ال42 مليون يورو الذي دفعه باريس سان جرمان لقاء تحرير عقده من باليرمو الايطالي وضمه إلى صفوفه لمدة 5 سنوات؟ وهي أكبر صفقة يعقدها نادي العاصمة رابع الدوري الفرنسي في الموسم الماضي، الذي انتقلت ملكيته قبل شهرين إلى شركة قطر للاستثمار، منذ إعادة نيكولا إنيلكا إلى صفوفه من ريال مدريد في مقابل 33.5 مليون يورو عام 2000. عموماً، لم يغامر أي ناد إيطالي في دفع مبلغ مماثل على رغم مزايا باستوري الفنية، علماً بأن رئيس باليرمو مورسيسو زامباريني يقول إنه «باع» باستوري بالقيمة التي يستحقها، ف»عقده يمتد حتى 2015، وهو اختير في كانون الثاني (يناير) الماضي أفضل لاعب واعد». وكان هدفاً لأندية ميلان وإنتر ويوفنتوس لكن «بعروض مالية أدنى». كما «نافس» تشيلسي لضمه، قبل فوز سان جرمان بالصفقة. ويبدو حتى تاريخه أن الأندية المدعومة بأموال نفطية كانت الأكثر إنفاقاً منذ إفتتاح «ميركاتو» اللاعبين، فقد أنفق سان جرمان 81.5 مليون يورو، ومانشستر سيتي 62.75 مليون يورو، وملقة 58 مليوناً. في حين أعلن المدير العام لميلان أدريانو غالياني أن «المواهب الغالية الثمن لا مكان لها في إيطاليا». ويُقارن باستوري (22 سنة، 1.87 م، 75 كلغ) بمواطنه سيرجيو أغويرو، صهر مارادونا، الذي إنتقل من أتليتكو مدريد إلى مانشستر سيتي في مقابل 45 مليون يورو، من ناحية القيمة المادية فقط حتى الآن، باعتبار أن القيمة الفنية لأغويرو لا تزال راجحة، فقد أحرز 20 هدفاً في الموسم الماضي فضلاً عن 9 أهداف سجلها في 26 مباراة دولية وأمضى أربعة مواسم في ال»ليغا». في المقابل، فإن باستوري «الطري العود» في نظر كثر، خاض 69 مباراة خلال موسمين في ال»كالتشيو» وسجل 14 هدفاً، أما رصيده الدولي فيبلغ 11 مباراة وهدفاً واحداً. لكن يبدو أن المدير الجديد لسان جرمان ولاعبه القديم البرازيلي ليوناردو، يتوسّم في باستوري خيراً منذ أن عاينه في ال»ليغا» عندما درّب ميلان ثم إنتر. ويلفت خبراء إلى أن «الفني البرازيلي» كان وراء إستقدام مواطنه ألكسندر باتو إلى ميلان عام 2007 في مقابل 15 مليون يورو، وأمل بضم باستوري إلى إنتر العام الماضي. كما سعى لتعاقد سان جرمان مع غانسو (21 سنة) لاعب سانتوس البرازيلي، وعرقلت مهمته تعقيدات اللحظات الأخيرة. وباستوري العاقد العزم على البروز وقيادة سان جرمان إلى الألقاب، محتفظاً بأجمل الذكريات في باليرمو وإيطاليا «بيتي الثاني» كما ورد في صفحته الإلكترونية، شارك مع منتخب بلاده في كوبا أميركا الأخيرة التي بلغت فيها الأرجنتين الدور ربع النهائي. وعزز سان جرمان صفوفه أيضاً بضمه المالي- الفرنسي محمد سيسوكو (يوفنتوس) والحارس الإيطالي سالفاتوري سيريغو (باليرمو) ، وقد إنضما إلى الوافدين الجدد الآخرين وهم المدافع الصربي ميلان بيسيفاتس وجيريمي مينيز وبليز ماتويدي وكيفن غاميرو والحارس نيكولا دوشيه، الذي تعرض لإصابة ما دفع ليوناردو إلى التعاقد مع الدولي الإيطالي سيريغو لأن الحارس الآخر في الفريق، الفونس أريولا، يفتقر إلى الخبرة كونه لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره. بعدما إختبر كرة السلة، إنخرط «إيل فلاكو» أي النحيف منذ سن التاسعة في «عالم المستديرة» ضمن صفوف تاليريس، النادي الذي تناصره عائلة باستوري في كوردوبا. كان خافير الصغير يتدرب نحو 5 ساعات يومياً، بمباركة والدته باتريسيا، بينما يدير والده خوان كارلوس مشغلاً لتصنيع قطع ألومينيوم يزوّد بها معملاً لقطع غيار السيارات، حيث لا يزال يعمل شقيقاه الأكبران لورانا وأرييل. زار باستوري فرنسا عام 2006 في جولة مع تاليريس، وسعى للإنضمام إلى صفوف سانت إيتان، ثم يمم صوب بونيس إيريس في سن السابعة عشرة، بعدما أدى فوزه تاليريس على هوراكان بثلاثة أهداف سجل منه هدفين، إلى ضمه إلى صفوف «الخاسر». هناك أخذ بيده «المعلم» أنييل كابا (2008 – 2009) وقاده نحو التألق، ولا يزال يتابع مسيرته ويسدي له النصائح. كابا الخبير المحنّك ومساعد لويز سيزار مينوتي في برشلونة (1983 – 1984) وخورخي فالدانو في ريال مدريد (1994 –1996)، أدرك باكراً المستقبل الزاهر الذي يتنظر «الفهد الوردي»، «فمنذ أن شاهدته تيقنت من أن رؤيته ممتازة في الميدان، وطلبت منه الا يعقّد الأمور في خط الوسط بل أن يُشعل خط المقدمة بمناوراته». ويضيف: «رأيت مستقبله في أوروبا وهذا ما حصل». وأداؤه يذكّر بانزو فرانشسيكولي، فهو لا يتميزّ بالسرعة بقدر إتقانه مداعبة الكرة بكل أجزاء قدمه ببراعة وحذاقة. ويحفظ باستوري ل»المعلم» جميلاً «لن أنساه أبداً». أما سرخيو باتيستا المدرب السابق لمنتخب الأرجنتين، فسعى إلى معادلة هجومية قوامها ميسي وبانيغا وباستوري الذي يستطيع تنفيذ مهام «ثاقبة» على غرار تشافي وإنيستا في برشلونة ومنتخب إسبانيا. وهي «نصيحة» نقلها إلى خلفه أليخاندرو سابيلا.