كآبة المساء في الريف كآبة المساء في الريف هي نفسها في زوايا العالم الأربع السماء الصافية وظلالات البيوت والنظرة الحزينة للنسوة من القرى البعيدة تحمل الريح همس المساء وجسد الجبال يضمحلّ رويداً رويداً في الليل طفولتي أمضيتها في الريف وهذا الحزن الرمادي للمساء مكث في القلب منذ أعوام وأعوام أعيش هذا الحزن آسف، كم أنني آسف على إسمي الذي كانت أمي تلفظه عندما تناديني أتاول بهراموغلو – تركيا العينان الأولاد يثرثرون في الشارع إنهم لا يعلمون بعد أمراً لا عن الحياة لا عن الموت العصافير تعلم عنهما أما أنا، الذي بين الأولاد والعصافير فإنني مدهوش بأنني لا أعلم كيف أعاود إحياء الحكايات ولا كيف أطير سريتين بيروفيتش – الجبل الأسود زهرة الجيرانيوم زهرة الجيرانيوم التي أبصرها في المساء على حافة النافذة تحت الثلجة الأولى الزهرة التي تنسلّ في نومي الى الغرفة المهندمة بينما تتلاشى الذكرى ببطء، تعكس استكانتي في أنفاسها المتقلّبة والملاءة التي تغطي عيوننا تدعنا على قيد الحياة، ثم في اليقظة ملء الصمت الخارق، رعشة يتيمة في نور الثلج. فتحت الباب في الهواء المتجلّد وولدت. روبرتو موسابي – إيطاليا الليل أمام الباب مكث الليل أمام الباب الليل كلّه: بكواكبه، بالقمر والعمق المظلم للسماء، بنهره ذي الخرير المبحوح وأشجاره المغطاة بالصمت. مكث الليل أمام الباب، بخفافيش لا عيون لها سوى آذانها، مكث الليل أمام الباب، يوقوق، يمزّق الأحلام بفكّيه القاسيين، يرمي ملاءته على مرافق الضباع. ليطرق الليل الباب قدْر ما يشاء، ليطرق الباب حتى تُدمى مخالبه، لن أفتح الباب. كزفاهير سباهيو – ألبانيا في بيتي شجرة تنمو شجرة تنمو في بيتي بيتي الذي لا سقف له منذ سبعة أعوام تنمو. في بيتي تنمو الظلمة الظلمة الواسعة الكثيفة تنمو. الظلمة الطويلة، منذ سبعة أعوام، سبعة أعوام توراتية. على أغصان الشجرة النحيلة تستقر الريح، البرد يستقر، القلق يستقر، قلق الصلاة الأخيرة التي تلتها أمي. على أغصان الشجرة النحيلة يستقرّ الانتظار، الانتظار الأخضر مثل عشب رجمتها. ولم يكن أحد منّا. لم يكن أحد منا. لم يكن أيضاً من منزل لنا. لم يكن أيضاً من منزل لنا. سبعة أعوام، سبعة من الأعوام التوراتية الطويلة. زليخو ايفانكوفيتش – البوسنة صيادون ها قد وصلتم الى الصفحة الزرقاء لتقرأوا الأعماق البحرية وكتاب الأرض الجديدة من غير أن تمزّقوا أفق الرحيل ها أنتم تجذّفون من جزيرة الى أخرى مستخدمين أوتادكم جالسين على الدم دم بواسيركم تجذّفون بأيدٍ من خشب وبجرعات من ملح لقد جعلتم من البحر بلاداً ألانو دي مغليو – كورسيكا عليّ، كما أريد، أن أخرج من هنا يحب الخروج سريعاً من باب النجاة. الخروج من قفص الهواء هذا، المبني بقضبان من هواء. الخروج من هذا الفضاء المخزول بالألم. الخروج من جسد الهواء هذا الذي هو جسدي. الخروج من الهواء. الخروج سريعاً من باب النجاة، باب الكلمات. يجب القول «آخر» وأن ينكشف الآخر. يجب القول «غيمة» وأن تتأرجح الغيمة في السماء الملأى بالعلامات، يجب القول «مطر» وأن ينبثق المطر. يجب أن أقوى على القول، ألاّ أتوقف عن الكلام عساني أتمكّن من إخراس هذا الخفقان المتواصل، عساني أُسكت هذا الآخر الذي يبغي دوماً منازعتي، هذا الآخر الذي يحاصرني، يطوّقني، الذي يصلبني، الذي يعلّقني في الفراغ، دم فقط، ثبات، سكونات متوازية. يجب القول «كلمة» حتى تنشق هذه مثل ثمرة. يجب التهام نواتها. يجب القول «ماء» فتبتلّ روحي مثل اسفنجة. يجب قول «جناح» وأن انتشر في ضرورة الريح. يجب قول «حب» وأن يتجسّد الحب، منحوتاً في الأفق. يجب قول «صمت»، يجب قول «كلام»، يجب قول «لا شيء»، ولكن يجب القول، القول، القول. بيلار غونزاليس إسبانا – اسبانيا هكذا أحبك أحبك حيثما تكوني ومهما تفعلي. أحبك ولا يهم كيف يفكر واحدنا في أفعال الآخر وحركاته. أحبك منذ أن نحصر العالم بيننا ونقدّره بحسب معياره الصحيح غير الأكيد دوماً: الأبدية ممزوجة بالطارئ. أحبك فالنتينا، هوذا حقاً ما يمكن أن يحصل لنا... أحبك، فالنتينا أحبك، إننا هنا وفي مكان آخر. انطوان دوفو – فرنسا لعبة نرد تتخيل أنك رابح أنت لست إلا خاسراً تتخيل أنك بلغت الضفة لا أحد يعلم أين رمت بك الأمواج تتخيل أنك تحيا أخيراً حياتك لكنّ النسيان أغرقك تحت الزيزفون اللعبة هذه تقتضي التفوّق لكنّ من يرمي النرد لا يرفض الخسارة علي بودريمجا - كوسوفو (عن الفرنسية، ترجمة ع. و)