أسقطت الأحزاب الإسلامية الثلاثة الكبرى في الجزائر، «حركة مجتمع السلم» و»النهضة» و»الإصلاح»، مشروعاً للعمل المشترك كان مرتقباً أن يدفع لتلاقي قياداتها من أجل تطوير «نشاط التيار الإسلامي في الأوساط الشعبية»، ويعيش التيار الإسلامي حالة تشرذم في صفوف باتت تنسف حظوظ الإسلاميين في الحضور السياسي بفعل الإنقسام بين «مجتمع السلم» و «الإصلاح» وسقوط مشروع لتحالف «النهضة» مع المعارض الشيخ عبدالله جاب الله. ودخلت الأحزاب الإسلامية الثلاثة في الجزائر، في مشاكل تنظيمية أبعدت حتى مناضلي كل حزب على حدة، في مقابل تقدم حضور الأحزاب القومية والديموقراطية المشاركة في السلطة أو خارجها. و تسيطر «جبهة التحرير الوطني» على غالبية مقاعد البرلمان، وتتولى أهم المناصب الوزارية و الإدارية، ويشاركها في الحكم، التجمع الوطني الديموقراطي. وتلوّح الحركة الإسلامية بورقتين جديدتين: الأولى يقودها فريق منشق عن «حركة مجتمع السلم»، الذي يسعى لتأسيس «جبهة التغيير الوطني»، والثانية يقودها المعارض الإسلامي سعد عبدالله جاب الله الذي أطلق «جبهة العدالة والتنمية». و يقول محللون أن اتجاه ناشطين سياسيين إسلاميين الى تنويع مشاربهم الحزبية، قد تستغله السلطة لزيادة التباعد بين الأحزاب الإسلامية المعارضة بهدف تكريس حضور أحزاب وطنية وقومية توصف بأنها جزء من النظام القائم منذ الإستقلال. وتقلص حضور الإسلاميين في البرلمان الجزائري، مقارنة ببرلمان 2002 الذي اكتسح فيه حزب عبدالله جاب الله «النهضة» يومها 43 مقعداً، إضافة الى حضور لافت ل «مجتمع السلم»، لكن الرهان على ضعف صفوف أحزاب السلطة للمرور الى انتخابات العام المقبل يبقى ضعيفاً مقارنة بتشتت الإسلاميين.