بعد الجولة الناجحة في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا في أيار (مايو) الماضي، يستكمل دانيال بارينبويم وأوركسترا الديوان الشرقي - الغربي، مشروع بيتهوفن، في إطار الجولة الصيفية التي ستضيف قارة خامسة إلى رصيدهما، وستسافر الأوركسترا للمرة الأولى إلى آسيا لتحيي حفلات غنائية في شنغهاي غداً، وفي سيول في 10 و14 من الشهر الجاري، وفي المنطقة الأمنية المشتركة الفاصلة بين كوريا الشمالية والجنوبية في 15 الجاري. وتستكمل الأوركسترا جولتها في إطار مهرجانات لوسيرن في 18 الجاري، وفي مدينة سارلزبورغ في 19 الجاري. ثم تقدم حفلة غنائية في الهواء الطلق على مسرح وولدبوهن في برلين في 21 الجاري لتختتم جولتها بعزف لمجموعة سيمفونيات بيتهوفن في مدينة كولونيا في نهاية الشهر الجاري. وقد يحظى بارينبويم وأوركسترا الديوان الشرقي الغربي، من خلال عزف سيمفونية بيتهوفن التاسعة في أوروبا، بدعم العازفين المنفردين من الدرجة الأولى، أمثال أنجا هارتيروس وولترود ميير ورينيه باب وبيتر سيفرت الذين وافقوا على المشاركة في الحفلات من دون أي مقابل. وستصدر شركة «ديكّا» مجموعة لعزف بارينبويم وأوركسترا الشرق والغرب، سيمفونيات بيتهوفن في ربيع 2012 تحت عنوان «بيتهوفن للجميع». وعقدت أوركسترا الديوان الشرقي - الغربي ورشة عملها الصيفية السنوية، وأجرت تدريباتها في مدينة بيلاس في إسبانيا. وكُرّست للثورات الشبابية في العالم العربي. وتمكنت أوركسترا الديوان الشرقي الغربي من إجراء جولتها بفضل الدعم الذي قدّمه إليها شريكها الأول «بي أم دبليو». وكان دانيال بارينبويم أسس الاوركسترا، مع الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، عام 1999، إثر ورشة عمل لموسيقيين شباب إسرائيليين وفلسطينيين وآخرين آتين من عدد من البلدان العربية، من أجل الترويج للتعايش والحوار بين الثقافات. وسُمّيت تيمناً بالمجموعة الشعرية التي ألّفها جوهان وولفغانغ فون غوتي، بعنوان «الديوان الشرقي - الغربي» والذي يعدّ عملاً أساسياً على صعيد تطوير مفهوم ثقافة العالم. وعقدت الأوركسترا جلساتها الأولى في مدينتي ويمار وشيكاغو. وفي عام 2002، اتخذت مقراً لها في مدينة إشبيلية في إسبانيا حيث تلقى دعم الحكومة الإقليمية الأندلسية. ويشكّل عدد من الموسيقيين الإسرائيليين والعرب قاعدة الأوركسترا إلى جانب مجموعة من الأعضاء الإسبانيين. وهم يلتقون ببعضهم بعضاً في مدينة إشبيلية لعقد ورش عمل وإجراء التدريبات وتنظيم المحاضرات والنقاشات التي تليها جولات غنائية دولية. وبيّنت أوركسترا الديوان الشرقي - الغربي أن الموسيقى قادرة على كسر الحواجز التي لم يكن ممكناً تخطيها في السابق. ويتجلى الوجه السياسي الوحيد الذي يطغى على عمل أوركسترا الديوان الشرقي - الغربي في قناعتها بغياب أيّ حلّ عسكري للنزاع العربي - الإسرائيلي، وبأن مصير الفلسطينيين والإسرائيليين مرتبط بعضه ببعض. ومن خلال عملها ووجودها، تثبت أوركسترا الديوان الشرقي - الغربي أنه يمكن بناء الجسور من أجل تشجيع الأفراد على الإصغاء إلى بعضهم بعضاً. وفيما تبدو الموسيقى وحدها عاجزة عن حلّ النزاع العربي - الإسرائيلي، إلا أنها تمنح المرء حق وضرورة التعبير عن نفسه إلى جانب الإصغاء إلى الآخر. وبناءً على مفهوم المساواة والتعاون والعدالة للجميع، توجد الأوركسترا مثالاً بديلاً للوضع الحالي في الشرق الأوسط. ويتخطى رصيد الأوركسترا عزف السيمفونيات ليشمل الأوبرا وموسيقى الحجرة. وتضمنت العروض الغنائية حفلات في قاعة فيلهارمونيك في برلين، وعلى مسرح سكالا في ميلانو، وقاعة كارنيغي في نيويورك، ومعهد تشايكوفسكي في موسكو، وغيرها... إضافة إلى حفل غنائي أقيم على شرف الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، في قاعة الجمعية العمومية في نيويورك عام 2006، كما تعودت الأوركسترا المشاركة في حفلات «بي بي سي» في بريطانيا وفي مهرجان سالزبورغ.