برلين، لندن - رويترز، يو بي آي - توقعت المستشارة الالمانية انغيلا مركل أمس احراز «نتائج طيبة» من اجتماع قمة «مجموعة العشرين» في لندن هذا الاسبوع، لكنها حذرت من ان زعماء العالم لن يتمكنوا من حل كل مشكلات العالم الاقتصادية خلال اجتماع واحد. وقالت لصحيفة «فاينانشال تايمز»: «اننا نتحدث عن بناء سوق مالية عالمية جديدة ولن نتمكن من الانتهاء من هذا في لندن. لن نحل ايضاً في شكل طبيعي الازمة الاقتصادية ولن نحل قضية التجارة. سيتعين علينا من دون شك الاجتماع مرة اخرى». ويتجمع قادة الدول الغنية والناشئة في لندن تحت ضغط اعادة الثقة ورسم منهج للخروج من اسوأ ركود اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية. ولكن، ثمة مخاوف من ان الخلاف بين الولاياتالمتحدة وأوروبا بشأن الطريق الذي سيتم انتهاجه مستقبلاً قد يعكر اجتماع القمة ويؤدي الى توتر الاسواق في شكل اكبر. وتقاوم مركل مطالب اميركية وبريطانية لإنفاق مزيد من الأموال من اجل كسر الركود العالمي، وتقول ان المانيا عززت بالفعل اقتصادها بما يكفي من خلال برنامجي إنعاش تبلغ قيمتهما 81 مليون يورو (110 بلايين دولار). وتدعو المانيا وفرنسا بدلاً من ذلك إلى زيادة التشديد على تعزيز تنظيم الاسواق المالية للوقاية من عمليات الانهيار مستقبلاً. ولكن مركل التي انهت للتو مؤتمراً عبر الفيديو مع الرئيس الاميركي باراك اوباما قللت من اهمية اشارات الى وجود خلافات بين اوروبا وأميركا بشأن الإنفاق والتنظيم. واعتبرت ان لدى الصين، في شكل خاص، مجالاً أكبر لزيادة الطلب المحلي. وشددت على ان الأهم ليس إنعاش الاقتصاد العالمي وحسب وإنما التأكد أيضاً من عدم تكرار الأزمة الراهنة. وأفادت مجلة «دير شبيغل» الالمانية ان مسودة بيان للمجموعة تظهر ان بريطانيا تريد تعهداً بإنعاش قيمته تريليونا دولار عندما يجتمع قادة دول كبرى الاقتصادات المتقدمة والصاعدة في لندن الخميس المقبل. ولم يتضح حجم الإنفاق الجديد ضمن هذا الرقم. وتقترب القيمة الاجمالية لبرامج تنشيط الاقتصاد التي أعلنتها دول المجموعة من هذا المستوى. وأضافت «دير شبيغل» ان المسودة تقول ان الإنعاش سيعزز النمو بمقدار نقطتين مئويتين والعمالة بواقع 19 مليون شخص. ولفتت المجلة إلى ان بريطانيا تدعو أيضاً المجموعة الى تحديد هدف ملموس للنمو العالمي في 2010 لكن المسودة خلت من أي رقم محدد في هذا الصدد. ويقول رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الذي تستضيف بلاده القمة انه يتوقع من زعماء العالم بذل «كل ما في وسعهم» لتحقيق النمو وفرص العمل عندما يعقدون اجتماعهم. وتتضمن المسودة التي نقلت عنها «دير شبيغل» التعهد التالي: «اننا عازمون على استعادة النمو ومقاومة الحماية التجارية وإصلاح أسواقنا ومؤسساتنا من أجل المستقبل... ونعتقد ان اقتصاداً عالمياً مفتوحاً يقوم على مبادئ السوق والتنظيم الرقابي الفاعل ومؤسسات عالمية قوية يمكن ان يضمن عولمة مستدامة ورخاء متزايداً للجميع». وأكد تقرير لبحوث الرأي انه يتعين على بريطانيا عرض التخلي عن مقعدها المنفرد في صندوق النقد الدولي لاظهار الزعامة والحاجة الى الاصلاح خلال قمة لندن. ودعا التقرير أيضاً زعماء العالم الى الاتفاق خلال الاجتماع على اقتسام عبء برامج الإنعاش وتقديم اموال اضافية لصندوق النقد الدولي ورفض الاجراءات الحمائية والقيام باصلاحات بعيدة المدى. وجادلت مؤسسة «تشاثام هاوس» البريطانية و «المجلس الاطلسي للولايات المتحدة» اللتان وضعتا التقرير بأن عرض بريطانيا ترك مقعدها في اطار تعزيز للتمثيل الاوروبي وتحولاً تجاه الاسواق الناشئة سيرسل اشارة مفيدة.