دانت الولاياتالمتحدة هجمات شنتها قوات الحكومة السودانية أخيراً على مدنيين في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، قائلة انها تعمدت استهداف مدارس ومستشفيات. وجاء بيان السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سامانتا باور بعد ايام قليلة من رسالة بعثها ائتلاف من 45 منظمة تقدم مساعدات انسانية او تدعم جهود السلام في السودان الى مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية، تطالب بإنهاء الهجمات على المدنيين. وقالت باور: "تدين الولاياتالمتحدة بأشد العبارات الممكنة الهجمات بواسطة الحكومة السودانية وقواتها للتدخل السريع ضد المدنيين في جنوب كردفان والنيل الازرق". واضافت قائلة "منذ نيسان (ابريل) الماضي، لم تحدث فقط زيادة في الهجمات البرية وقصف السكان المدنيين، بل ان الحكومة السودانية كثفت ايضاً حملتها الجوية بإسقاط مئات البراميل المتفجرة وغيرها من القنابل على بلدات وقرى سودانية مستهدفة عن عمد مستشفيات ومدارس". ولم يرد السفير السوداني لدى الاممالمتحدة دفع الله علي عثمان على الفور على طلب للتعقيب. وأعرب وزير الخارجية الاميركية جون كيري عن قلقه على مصير مريم اسحق، السودانية المسيحية التي حكم عليها في بلادها بالجلد مئة جلدة بتهمة الزنا لزواجها من مسيحي وبالاعدام بتهمة الردة عن الاسلام. وقال كيري في بيان ان "السودان يسلك منذ امد بعيد طريقاً متعرجاً، ومنذ كنت سناتورا سافرت مراراً الى المنطقة في محاولة لفهمها في شكل افضل. بصفتي وزيراً للخارجية، انا ما زلت ملتزماً من اجل هذا البلد وشعبه. هذا احد الاسباب التي تجعلنا قلقين من الاحكام التي صدرت في حق مربم اسحق". واضاف ان "مريم اسحق ام لطفلين. يجب ان تتمكن مع طفليها من ان يكونوا في منزلهم مع أسرتهم بدلاً من ان تكون مسجونة بتهمة الردة". وتابع الوزير الاميركي: "ادعو الحكومة والقضاء السودانيين الى احترام الحق الاساسي للسيدة اسحق في الحرية وفي ممارسة ديانتها". وطالب كيري في بيانه السلطات السودانية بإلغاء القوانين التي تتعارض مع كل من الدستور الموقت الذي اقر في 2005 والاعلان العالمي لحقوق الانسان. وأعلن مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ان القتال بين الجيش السوداني ومتمردي الحركة الشعبية لتحريرالسودان - قطاع الشمال في جنوب كردفان والنيل الازرق تصاعدت في نيسان (أبريل) وأيار (مايو) الماضيين، مع مواصلة الحكومة حملتها العسكرية "الصيف الحاسم" لإنهاء تمردات مسلحة. وقالت باور ان العنف المتزايد شرد أو ألحق اضرارا شديدة بنحو 1.2 مليون شخص. واضافت ان جماعات للمعونات الانسانية تعمل في السودان اتهمت قوات التدخل السريع بنهب وتدمير إمدادات الغذاء والمياه في مناطق استعاد المتمردون السيطرة عليها.