أكدت الفنانة التشكيلية سما عبدالحي أن الفن التشكيلي في المملكة يواجه عوائق تقف حجر عثرة في وجه الفن التشكيلي، من خلال عدم إيجاد دور عرض مناسبة، وقلة الدعم المادي، مشيرة إلى أن 80 في المئة من المجتمع السعودي لا يملك ثقافة الفن التشكيلي. وأعلنت في حوار مع «الحياة» عزم مجموعة من الفنانين التشكيليين التقدم بخطاب رسمي لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، لطرح مشكلاتهم ومعاناتهم على طاولته. في ما يأتي نص الحوار: على أي أساس ترسمين لوحاتك الخاصة؟ وإلى أي مدى يسهم الخيال في رسمك؟ - أرسم لوحاتي من خلال الوقائع والأحداث التي أشاهدها، والخيال لا يتعدى نسبة كبيرة في رسمي للوحاتي، إذ إن بعض الأشياء الخيالية تتحول مع مرور الوقت إلى حقيقة، وأعتقد أن اعتماد الفنان على الواقع أفضل بكثير من الخيال، نظراً إلى أنها تعبِّر عن معاناة حقيقية عاشها الفنان. هل صحيح أن الفن التشكيلي يساعد في علاج بعض الحالات المرضية؟ - أعتقد أن الفن التشكيلي يسهم إلى حد ما في علاج بعض حالات المرضى النفسيين، ولكن لا يوجد لدي إحصاء عن مدى إسهام الفن التشكيلي في علاج الحالات المرضية. كيف كانت بداياتك مع الفن التشكيلي؟ وإلى أي مدرسة تنتمين؟ - بداياتي مع الفن التشكيلي منذ أن كنت صغيرة، من خلال الرسم في المدرسة وفي المنزل، من خلال بعض «الشخابيط» والرسومات القليلة التي كنت أرسمها، إلى أن وصلت إلى المرحلة الجامعية، وكانت أول لوحة متكاملة أرسمها، ويتم وضعها في أحد أقسام الجامعة، وتلقيت بعدها إشادة من أساتذتي، شجعتني على مواصلة هذه الهواية، التي تحولت في ما بعد إلى احترافية، إلى أن قمت بعمل أول معرض شخصي لي في عام 2009 بعنوان «فوق الأرفف». وأنا أنتمي إلى مدرسة الرسم «التجريدي». هل تعتقدين أن هناك اهتماماً بالفن التشكيلي في المملكة؟ - للأسف، لا يوجد اهتمام بالفن التشكيلي في المملكة بالشكل المطلوب، إلا أنه خلال العام الحالي بدأت ألمس اهتماماً ملحوظاً، لكنه من وجهة نظري الخاصة لا يرتقي إلى مستوى طموحات الفنانين التشكيليين، وأعتقد أن هذا عائد إلى وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي لمسنا في عهده تطوراً إيجابياً تجاه هذا الفن، ولكن لا يزال هذا الاهتمام يحتاج إلى المزيد. هل تعتقدين أن لدى المجتمع السعودي ثقافة تامة بالفن التشكيلي؟ - للأسف، ثقافة الفن التشكيلي في المملكة محدودة، ومحصورة في طبقة معيَّنة، والكثير من فئات المجتمع لا تزال تجهل الفن التشكيلي، وأنا أرى أن 80 في المئة من المجتمع السعودي لا توجد لديه هذه الثقافة، وهذا عائد إلى أنهم لا يعرفون أهميته الحقيقية، وأن لديهم أموراً أهم منه، إذا ما تمت مقارنته بأنواع الفنون الأخرى مثل المسرح، الدراما التلفزيونية، الغناء. كم عدد الفنانين التشكيليين المعروفين في المملكة الذين حققوا شهرة كبيرة في هذا المجال؟ - لا يوجد في المملكة إلا ثلاثة أو أربعة فنانين تشكيليين معروفين على الساحتين السعودية والخليجية، ولهم متابعون ومهتمون، يحرصون على معرفة جديدهم وحضور معارضهم واقتناء لوحاتهم الشخصية. من وجهة نظرك، هل هناك عوائق تقف حجر عثرة أمام الفن التشكيلي في المملكة؟ - بالتأكيد، هناك عوائق كثيرة مثل إيجاد دور عرض للفنانين، الدعم المادي، الجانب الإعلامي الذي أعتبره شخصياً مقصراً في تغطيته لأنشطة الفنانين التشكيليين وأخبارهم ومعارضهم، التي تقام في المملكة أو خارجها، إضافة إلى ثقافة المجتمع، وعدم تبني الجهات المختصة الفنان ودعم موهبته. هل باعتقادك أن هذه العوائق قد تصل بالفنان التشكيلي إلى مرحلة الإحباط؟ - على الفنان عدم الاهتمام بهذه العوائق والعقبات التي قد تقف حجر عثرة في وجهه، ولكن عليه محاولة الوصول إلى هدفه، من خلال سعيه لإيصال فنه إلى كل شرائح المجتمع، وعدم الوصول إلى درجة الإحباط، وإيمانه القوي بأنه يملك موهبة كبيرة، وأعتقد أن هذه الأمور ستسهم بشكل كبير في انتشاره ووصول رسوماته إلى كل شرائح المجتمع. ما أبرز مطالب الفنانين التشكيليين؟ - نطالب بتوفير دور عرض للفنانين، وتعليم الفن التشكيلي بالشكل الصحيح للمهتمين، وأن تتبنى الجهات المختصة موهبتهم، إضافة إلى ضرورة تسليط الضوء من وسائل الإعلام المحلية، التي أعتقد أنها مقصرة في هذا الجانب، نظراً إلى أنها تهتم بتغطية أحداث تعتقد أنها أهم من تغطية المعارض التشكيلية وأخبار الفنانين، وربما يكونون محقين في ذلك. بمناسبة أنك نائبة رئيس مجلس إدارة جماعة الفنون في القطيف، هل في نيتكم مخاطبة الجهات المسؤولة لطرح مشكلاتكم وهمومكم؟ - نعتزم حالياً التقدم بخطاب رسمي لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، لشرح جميع مطالبنا وهمومنا، ومساعدتنا في حلها، ونحن حالياً نعكف على وضع جميع إنجازاتنا على طاولة الوزير، بهدف لفت نظره إلى الفنانين التشكيليين، ولكن أعتقد أننا تأخرنا قليلاً، نظراً إلى أننا نقوم حالياً بحل بعض المشكلات الصغيرة التي نواجهها حالياً. ما أبرز مطالبكم؟ - أهم مطالبنا للوزير إيجاد مقار خاصة بالفنانين التشكيليين، وتوفير الدعم المادي لنا، وحث الجهات المختصة على تبني الطاقات الشابة. بما أننا في شهر رمضان المبارك، كيف تمضين وقتك؟ - أحاول استغلال شهر رمضان المبارك في رسم لوحاتي الخاصة، إضافة إلى قيامي بتجهيز معرضي الخاص، والاطلاع على أهم المستجدات في عالم الفن التشكيلي. هل يمكن تحويل الرسومات إلى قصة درامية؟ - من الممكن تحويل الرسومات إلى قصة درامية، وبخاصة إذا كانت اللوحة تعبِّر عن حدث معين أو أن تكون فكرتها مستوحاة من أرض الواقع، وأعتقد أن هذا الأمر وارد، ولكن لم يتم عمله لغاية الآن، وكما ذكرت هذا عائد إلى غياب ثقافة الفن التشكيلي لدى عدد من الأشخاص.