ليس من السهل أن ترى فلذة كبدك يعاني المرض ويتجرّع الآلام كل يوم، بينما تقف مكتوف الأيدي. لكن الحقيقة المرة أن هناك ظروفاً خارجة عن إرادة بني البشر تجبرهم على ذلك بسبب قلة الحيلة، أو عدم توافر المادة. ريان طفل للتو تجاوز العام الأول من عمره، إلا أن طفولته البريئة كانت على موعد مع مرض خطر في القلب. يقول سويلم الدبيحي، والد ريان: «تم تحويل ابني من مستشفى الملك خالد في تبوك إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض للعلاج بأمر من ولي العهد، أعاده الله سالماً لنا في القريب العاجل، وأدخل العناية المركزة بعد الكشف عليه من أطباء مختصين، وبعد نحو أسبوعين من الفحوصات والتحاليل، أكد لنا الأطباء صعوبة الوضع الصحي لابني». ويضيف: «هناك أطباء ذكروا أن إجراء الجراحة قد يهدد حياة ريان، بينما أوضح آخرون أن نسبة نجاح الجراحة ضئيلة جداً»، مشيراً إلى أن آراء الأطباء متناقضة ومختلفة، وهو ما زاد من حيرته وقلقه. ويتابع: «قرر الأطباء إعادة طفلي إلى مستشفى الملك خالد في تبوك بطائرة إخلاء طبي، بعدما أجمعوا على صعوبة إجراء جراحة في الوقت الحالي». والدة ريان لا تكف عن البكاء منذ علمت بحقيقة مرض ابنها، «لا ينام الليل من المرض، يأكل ويشرب بصعوبة ويتعب كثيراً»، مؤكدة أن حرارة جسمه ترتفع أحياناً لتصل إلى 40 درجة. عجزت الأم المحطمة عن إيقاف دموعها، ما استدعى تدخل زوجها، «حالنا بعد قدوم ريان أصبحت صعبة، فلم نستطع عمل شيء، وما زاد المعاناة هو مرورنا بضائقة مالية صعبة جداً»، مؤكداً أنهم استبشروا خيراً بعد حصولهم على موافقة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز على التكفل بعلاجه في مستشفى الملك فيصل التخصصي، إلا أنهم صدموا بأن مرض ابنهم معقد جداً، إضافة إلى أن أي تدخل جراحي يمكن أن يؤدي إلى وفاته. ما يزيد معاناة أسرة ريان أنهم يعيشون وضعاً مالياً محرجاًً، ويوضح والد ريان الذي بدا على وجه الشحوب والحزن والكبر على رغم أنه لم يتجاوز ال 40 من عمره: «راتبي بسيط لا يفي بمتطلبات أسرتي، فقد صرفت الكثير واقترضت من كل من أعرفه لعلاج ابني ولكن من دون جدوى»، لافتاً إلى أنه لا ينام الليل من كثرة الديون التي أثقلت كاهله، خصوصاً أنه يعول أسرة كبيرة يبلغ عدد أفرادها 16 فرداً. ويأمل والد ريان من الخيرين وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته، ومد يد العون لعلاج ابنه في مستشفى متقدمة بعد أن ساءت حالته، سواء داخل السعودية أو خارجها، وأن يقدموا له الدعم المادي لتسديد ديونه المتراكمة.