ليس من السهل أن ترى طفلتك فلذة كبدك تعاني المرض وتتجرّع الآلام كل يوم وأنت تتفرج عليها وتقف مكتوف الأيدي. لكن الحقيقة المرة أن هناك ظروفاً خارجة عن إرادة بني البشر تجبرهم على ذلك بسبب قلة الحيلة، أو عدم توافر المادة، أو لعجز الأطباء عن تشخيص الحالة.رفا طفلة ولدت بتشوّه في الأنسجة، ما أدى إلى إصابتها باعوجاج في قدميها. يقول والد رفا الذي بدا على وجهه الشحوب والحزن: «في شهرها الثالث عرضتها على مركز طبي متخصص، فأشاروا عليّ بضرورة إجراء جراحات عدة سريعة، فأدخلتها مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة، وأجريت لها جراحتان، الأولى لتعديل وجه القدمين، والثانية أجريت بعد عامين لتطويل الأوتار بستة مواضع من السفلى». ويضيف: «للأسف لم تنجح الجراحتان السابقتان، وعند إعداد التقارير الطبية لم تتم الإشارة إلى الجراحتين ضمن التقرير، ما أدخلني في مرحلة شك، وصدقت مخاوفي وتأكدت شكوكي عندما سافرت إلى مصر وأكد الأطباء هناك وجود أخطاء طبية! كما أكد لي الاختصاصي في مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور بدر القحطاني أنه يلزم إعادة النظر في وضع الجراحتين وأنهما تحتاجان إلى تعديل، وأكد أستاذ الجراحة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور نبيل سبانو أن الجراحتين تحتاجان إلى تعديل». ويتابع: «ذكر لي المسؤولون في المستشفى التخصصي في جدة أنه لا يوجد علاج لابنتي لديهم، وأنها تحتاج إلى مراكز طبية متخصصة خارج المملكة، أنا أريد استثمار الوقت ومعالجة ابنتي في هذه المرحلة العمرية المبكرة، لأن الأطباء أوصوني بأهمية إجراء جراحات سريعة للحاجة الماسة لها في هذا الوقت»، مشيراً إلى أنه سبق أن بحث عن جهات طبية عدة داخل المملكة لقبول حالتها عن طريق الهيئة الطبية في جازان، واعتذرت جهات طبية كثيرة عن قبول حالتها ومنها مدينة الملك فهد الطبية بالرياض. ولا يخفي والد رفا عظيم حزنه وشديد حيرته على ابنته التي مازالت صغيرة، وحث الأطباء على سرعة إجراء الجراحة حتى لا تصبح معوّقة وحبيسة الفراش طوال عمرها. مؤكداً أنه لجأ إلى أكثر من جهة لمساعدته في علاجها إلا أنه فشل. الطفلة رفا الآن في حاجة إلى إكمال علاجها، وأملها في أصحاب الخير والأيادي السخية كبير بعد الله سبحانه وتعالى في إنقاذها.