دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي «الجميع الى التعاون لارساء كلمة سواء تنقذ وطننا وتعزز وحدتنا»، وشدد من دار الفتوى التي زارها امس لتقديم التهنئة الى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بحلول شهر رمضان المبارك، على «أن دار الفتوى هي للجميع، وستبقى دائماً صاحبة الكلمة الأساس في كل المفاصل الوطنية». وعقد ميقاتي خلوة مع قباني سبقت اجتماعاً موسعاً أكد في بدايته قباني أن ميقاتي «إبن هذه الدار ونشأ فيها وهو ركن أساسي فيها، مع إخوانه رؤساء الحكومة السابقين». واستذكر عدداً من المراحل التي ساهم فيها ميقاتي في عمل دار الفتوى «ولا سيما منها مشاركته الفاعلة في «صندوق الزكاة» و «هيئة تنمية الموارد في دار الفتوى». وأكد قباني أن «الجيش هو ضمان أمن لبنان وسلامته واستقراره ووحدته»، منوهاً بدوره في عيده السادس والستين. وحيا قائده وضباطه وعديده، متمنياً لهم «مزيداًَ من التوفيق في مهماتهم العسكرية». وردّ ميقاتي مؤكداً أن «هذه الدار للجميع، وهي دائماً صاحبة الكلمة الأساس في كل المفاصل الوطنية». وتمنى «على جميع القيادات اعتماد خطاب متوازن يهدئ النفوس ويرسي أرضاً ملائمة للحوار، وتحصين وطننا من الاخطار الداهمة، وتكريس مناخات الثقة بين اللبنانيين جميعاً بعيداً من الاعتبارات السياسية والطائفية والمذهبية»، ورأى أن «الدور الاساس في هذا السياق يقع على عاتق القيادات السياسية والدينية، لجهة الابتعاد عن شحن النفوس والضرب على الاوتار الطائفية والمذهبية». وأضاف: «الحكومة انطلقت في عملها لخدمة جميع اللبنانيين في الموالاة والمعارضة، وهي مستمرة في العمل لتحقيق الاهداف التي رسمتها في بيانها الوزاري، واننا منفتحون على التعاون مع الجميع، لتحقيق هذه الاهداف بعيداً من أي استفراد أو كيد». واستقبل قباني السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي، الذي أكد أن «الرؤية كانت متفقة على أن هذا الشهر المبارك يجب أن يكون مجالاً للتسامح ولتوحيد الكلمة بما ينعكس أماناً واستقراراً على المنطقة». وأوضح أن «سورية تخرج إن شاء الله من هذه المحنة التي أريد لها أن تواجهها بمخططات تشابكت فيها خيوط كثيرة»، معتبراً انه «بحصانة الشعب السوري ووعيه والقيادة السورية والرئيس الأسد، بتشخيصهم للحالة الوطنية وللمؤامرة التي أريد لسورية أن تدخل فيها، تخرج سورية أكثر لحمة ووعياً وحصانة». وأكد أن «هذا الشهر المبارك سيكون ميداناً لتجريب واختبار التوافق الوطني والصحوة الوطنية التي تلغي كل مفاعيل الانقسام الذي أريد لسورية أن تدخل فيه». وأعلن علي أنه زار أيضاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. وقال: «الجميع يحرصون على سورية، ودورها على المستوى القومي يجعل مما يصيبها مصدر قلق لجميع العرب، لذلك أظن أن حصانة سورية تعني حصانة عربية وإسلامية، وهذا ما تؤكده سورية اليوم في مواجهتها لهذه المؤامرة المركبة وفي تأكيدها الإصلاح الذي يقوي موقفها وأوراقها في مواجهة كل التحديات الخارجية وعلى رأسها الاستهداف الصهيوني الإسرائيلي»، وأكد أن «الفتنة صارت هدفاً إسرائيلياً - أميركياً، بكل أسف ولكن الوعي العربي والرهانات التي تتكسر في العراق وفي لبنان وفي كل المنطقة العربية وآخرها هذا الوعي السوري الذي يدحر هذه المؤامرة هو اختبار يرتد على الصهيونية وعلى الإدارة الأميركية». وعن قول الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري «لن نسكت عما سيحصل»، رد علي: «نحن في شهر رمضان وكل عام وأنتم بخير». وتلقى قباني اتصالاً من الرئيس ميشال سليمان هنأه فيه بحلول رمضان، وتمنّى للمسلمين واللبنانيين أياماً مباركة، وشكر قباني لسليمان تهنئته وقدم له التهاني بعيد الجيش اللبناني، وتمنى له «التوفيق في مهامه الوطنية الجليلة التي تحقق للوطن أمنه وسلامه واستقراره ووحدته وازدهاره». كما تلقى اتصالات من وزير الدفاع فايز غصن ووزير الداخلية مروان شربل والنائبين بهية الحريري وتمام سلام وقائد الجيش جان قهوجي.