بغداد، كركوك - أ ف ب - مع إعلان تقرير لهيئة مراقبة أميركية يؤكد تراجع الأمن في العراق نسبة الى العام الماضي، شنت القوات العراقية أمس حملة أمنية واسعة تهدف الى ملاحقة عصابات الخطف والابتزاز التي انتشرت في شكل غير مسبوق في مدينة كركوك الشمالية. وقال العميد الركن سمير عبد الكريم، قائد الفرقة الثانية عشر للجيش العراقي، والتي تنتشر وحداتها خارج كركوك، إن «قوات من فرقتنا بدأت فجراً عملية أمنية بمساندة شرطة الأقضية والنواحي وقيادة القوة الجوية العراقية». وذكر أن «عملية صولة الأبطال تستهدف متابعة مداهمه وتفتيش 25 قرية واقعة في جنوب وغرب كركوك (240 كلم شمال بغداد) لملاحقة متورطين بأعمال خطف وتفكيك شبكاتهم والانقضاض على أوكارهم ومخابئهم». وأكد أن «العملية تستهدف كذلك مطلوبين ينتمون الى تنظيم القاعدة وعناصر النقشبندية وأنصار السنة والمتورطين بأعمال عنف». وأضاف إن العملية المتواصلة «استبقت حلول شهر رمضان حيث اعتقلنا حتى الآن ستة أهداف وتم تمشيط وادي زغيتون وأبو الخناجر وأهداف نائية بهدف تحقيق الأمن لأهالي كركوك». وتأتي العملية مع إعلان الشرطة عملية خطف جديدة استهدفت تاجراً، يدعى سمير غريب أمين، أثناء توجهه الى عمله في الحي الصناعي جنوبالمدينة. وشهدت كركوك المتنازع عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية عمليات خطف منظمة استهدفت أفراد عائلات ميسورة أفرج عن معظمهم بعد دفع فدية. في موازاة ذلك، أفادت هيئة رقابية أميركية بأن الوضع الأمني في العراق تراجع مقارنة مع ما كان عليه قبل عام واحد، وأن التدهور الأمني مستمر، وذلك قبيل أشهر قليلة من الانسحاب الأميركي من البلاد. ويتناقض هذا التقويم الذي أعده المفتش العام الخاص لإعادة إعمار العراق ستيورات بوين في شكل ملحوظ مع آراء كثير من قادة الجيش الأميركي الذين يعبرون عن تفاؤلهم بصورة متكررة في شأن زيادة قابلية القوات العراقية في تحمل المسؤولية بمفردها. وأشار التقرير الى التحدي المتمثل في الجهود التي تبذلها واشنطن لتسليم مسؤولية تدريب قوات الشرطة العراقية (نحو 300 ألف شرطي) الى السفارة الأميركية بدلاً من الجيش. وقال بوين في التقرير إن «العراق لا يزال مكاناً في غاية الخطورة للعمل... وفي رأيي إنه أقل أمناً مما كان عليه قبل 12 شهراً». ولاحظ أن شهر حزيران (يونيو) هو الأكثر دموية للعاملين في الجيش الأميركي منذ نيسان (أبريل) 2009، وأن الفترة من تموز (يوليو) إلى نيسان شهدت أكبر عدد من الاغتيالات لكبار المسؤولين العراقيين، منذ بدأ المفتش العام الخاص لإعادة إعمار العراق في تتبع هذه الأرقام. وحذر بوين من أنه في حين أن الجهود المشتركة التي تبذلها الولاياتالمتحدة والعراق قد خفضت من التهديد الذي تمثله الجماعات المتمردة، فان «الميليشيات الأجنبية أصبحت مدعاة للقلق»، في إشارة خصوصاً الى الميليشيات المدعومة من إيران. وقال إن الشهور الثلاثة الماضية «شهدت أيضا زيادة في عدد الصواريخ التي تضرب المنطقة الخضراء ومجمع السفارة الأميركية». ويأتي التقرير قبيل شهور قليلة من الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية البالغ عددها حالياً 47 ألفاً بالكامل نهاية العام الحالي، وفقاً لاتفاق أمني ثنائي. لكن الاقتراحات لإبقاء قوة أميركية محدودة لتدريب القوات العراقية تمر في عمليات شد وجذب بين الساسة العراقيين. ونتيجة لذلك، قال بوين إن العراق يشهد «صيفاً من الغموض».