أعلن الأمين القطري المساعد لحزب «البعث» الحاكم محمد سعيد بخيتان، أن «مؤتمراً تاريخياً» سيعقد للحزب قبل نهاية العام الجاري، لافتاً الى ان صدور قانوني الاحزاب والانتخابات اللذين سيُقَرَّان نهائياً في الأيام المقبلة، سيؤسس إلى «حياة برلمانية وسياسية جديدة» في سورية. وكانت الحكومة السورية أقرت في اليومين الماضيين مشروعي قانوني الأحزاب والانتخابات بما يسمح بتأسيس أحزاب جديدة تمهيداً لإجراء انتخابات برلمانية ومحلية في الاشهر المقبلة. ونقلت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم عن بخيتان قوله خلال لقاء حواري حزبي في دمشق، أن «الأساس في تأسيس الأحزاب وفق ما سينص عليه قانون الأحزاب الجديد، أن تكون وفق أسس وطنية خالصة بعيدة كل البعد عن النزعات الدينية والطائفية والمذهبية والمناطقية والعرقية وغيرها من المفاهيم الضيقة التي تقوض البناء الوطني ولا تساعد على بناء وطن لكل السوريين، وتهدد بهدم كل الإنجازات والمكتسبات التي حققها البعث خلال الفترة الماضية»، مشيراً الى ان تقديرات «تفيد بأن المناخ السياسي الجديد سيشهد إقبالاً على تأسيس أحزاب جديدة». وأعطى مشروع القانون الاحزاب القائمة مهلة ستة اشهر لتسوية وضعها بحسب نصوص القانون الجديد. وفي هذا المجال، يتوقع ان يعقد «البعث» مؤتمره القطري الحادي عشر قبل الفترة المقبلة، وقال بخيتان إنه سيُعقد قبل نهاية العام على «أبعد تقدير». ويتوقع ان يعود مجلس الشعب (البرلمان) الحالي الى الانعقاد فور مضي 90 يوماً على انتهاء ولاية المجلس السابق في 5 أيار (مايو) الماضي، ما يعني انعقاد البرلمان بداية الاسبوع المقبل. وأوضح بخيتان ان المجلس سيناقش «جملة من القرارات والقوانين التي تدعم مسيرة الإصلاح، ومن بينها خصوصاً قانون الانتخابات العامة، ومن ثم يصدر الرئيس الأسد مرسوماً جمهورياً بحلِّ المجلس والدعوة لانتخابات تشريعية قبل نهاية العام»، موضحاً ان إقرار قانون جديد للأحزاب و «رغبة الكثيرين ممن يودون تأسيس أحزاب في فسح المجال أمامهم للمشاركة في الانتخابات المقبلة، هما من الأسباب التي دعت لانعقاد مجلس الشعب مجدداً، وإرجاء الانتخابات إلى موعد لاحق سيكون قبل نهاية العام، وهذا دليل إضافي على رؤية الحزب لأهمية مشاركة الجميع في البناء الوطني ومتطلبات المرحلة القادمة». ورأى الأمين القطري المساعد، أن الانتخابات التشريعية المقبلة ستكون «مهمة ومفصلية» لجهة تعويل الحزب على صناديق الاقتراع لتأكيد «المصداقية التي نالها من ثقة الجماهير به ودفاعه عن مبادئها وقضاياها الوطنية والقومية»، لافتاً إلى أفكار تتم دراستها في كيفية خوضه لها، وسواء بقوائم كلها من «البعثيين» أو مع أحزاب أخرى ومستقلين. وقال :»من الجحود والنكران محاولة البعض تغييب الإنجازات الكبيرة التي حققها الحزب لجماهير العمال والفلاحين وباقي شرائح المجتمع خلال العقود الماضية، واقتصار حديثهم عن أخطاء ارتكبت هنا أو هناك من قيادات بعثية من دون الإشارة إلى الدور الكبير للحزب وتاريخه النضالي».