أكد قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجنرال البرتو اسارتا امام مجلس الامن في الجلسة العلنية التي عقدت ليل اول من امس، في نيويورك ان الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية تمتعت بأكثر من خمس سنوات من الهدوء منذ عقود، في اشارة الى تاريخ تبني القرار 1701. واذ توقف عند الاعتداء الاخير على دورية فرنسية جنوب مدينة صيدا، أكد «ان من المستحيل المنع التام لمثل هذه الهجمات الارهابية»، منوهاً ب «آلية الحوار الاستراتيجي ما بين لبنان واسرائيل والامم المتحدة لضمان الهدوء على الخط الأزرق». وكان الجنرال اسارتا يرد على اسئلة مندوبي الدول الاعضاء في مجلس الامن، وقال ازاء ولاية «يونيفيل» التي لا تسمح بدخول القوات الى «الاملاك الخاصة» وازاء انتشار القوات فقط جنوب الليطاني، ان «ليس لدى يونيفيل اي ادلة على حركة سلاح غير شرعية ولم اشاهد لا انا ولا جنودي الترسانات التي يشار اليها في الاعلام»، في اشارة الى ترسانة الاسلحة التي يقال انه جرى تهريبها من سورية الى «حزب الله». وفي بيروت، تواصلت امس، التحقيقات الاولية التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والشرطة العسكرية في الاعتداء الذي استهدف الدورية الفرنسية الثلثاء الماضي عند مدخل صيدا الجنوبي بمتابعة من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، وجرى الاستماع الى عدد كبير من الشهود، بهدف جمع المعلومات توصلاً الى كشف الفاعلين والمحرضين وتوقيفهم وملاحقتهم قانونياً وفقاً للأصول. وزار امس، السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون كلاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير الدفاع فايز غصن. وجدد سليمان تأكيد «حرص لبنان على قوات يونيفيل وسلامة أفرادها»، مثنياً على «الجهود التي تبذلها والتضحيات التي تقدمها من أجل الحفاظ على الامن والاستقرار في الجنوب والسهر على تطبيق القرار 1701». واطمأن الى وضع الجنود الفرنسيين الذين أصيبوا في الاعتداء. وأفاد البيان الصادر عن المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري ان بييتون «شكر لسليمان اهتمامه وايفاده وزير الصحة علي حسن خليل الى المطار لوداع الجنود الجرحى الذين نقلوا الى العاصمة الفرنسية لمتابعة العلاج». وجدد الوزير غصن شجبه وادانته ل «التفجير الآثم»، مؤكداً «ان العلاقة بين الجيش واليونيفيل صلبة ومتينة ولن تتمكن أصابع الغدر والارهاب من زعزعتها». واذ اشار الى «استمرار التحقيقات ومتابعتها وصولاً الى معرفة الفاعلين وتوقيفهم». قال: «لبنان تعهد حماية يونيفيل ولن يسمح بتسلل من يريد تعريض الجنوب لأي خطر او مس السلم الاهلي في البلد وزعزعة ثقة اصدقاء لبنان به». وأكد بييتون «اهمية استمرار التعاون بين البلدين وتعزيزه»، مجدداً دعم «بلاده استقرار لبنان وأمنه». السفارة الايطالية وفي السياق، تلقى مكتب رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري اتصالاً من السفارة الايطالية، وأفاد المكتب بأن الاتصال تضمن توضيحاً بأن «سحب 700 جندي ايطالي من الوحدة الايطالية العاملة في اطار قوات يونيفيل يعود لاسباب اقتصادية ايطالية وان مثل هذا القرار يطاول مشاريع ومشاركات ايطالية اخرى في الخارج وهو ليس مرتبطاً ولا علاقة له بالاستهداف الذي تعرضت له قوات يونيفيل اخيراً في لبنان». وأضاف مكتب بري ان المتصل لفت الى ان «القوة الايطالية الباقية ضمن قوات يونيفيل عديدها الف ضابط وجندي، ولا تزال تعتبر قوة كبيرة ورئيسية نسبة الى مشاركة الدول الاخرى».