كلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اللبنانية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية ومخابرات الجيش اجراء التحقيقات الاولية بإشرافه في الاعتداء الذي استهدف دورية تابعة للوحدة الفرنسية العاملة في اطار القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) عند مدخل صيدا الجنوبي، عصر اول من امس، وأدى الى جرح عدد من افرادها. وكان قائد منطقة الجنوب الاقليمية للدرك العميد منذر الايوبي اجتمع في مبنى السراي الحكومية في صيدا مع المسؤول الامني في الاممالمتحدة بالإضافة الى كبار الضباط من «يونيفيل»، وجرى تقويم الاعتداء والبحث في الاجراءات الوقائية والطرق التي يمكن اعتمادها لتفادي اي اعتداء على «يونيفيل» والاستفهام عن مجريات التحقيق وحجم العبوة. وانتقل بورغان والوفد المرافق الى الناقورة، لمقابلة قائد القوات الدولية الجنرال ألبيرتو اسارتا. وذكر الناطق الرسمي باسم قوات «يونيفيل» نيراج سينغ من مقر قيادتها في الناقورة، أن «هجوم الأمس المباشر في صيدا الذي استهدف قافلة لوجستية هو الثاني ضد القوات الدولية في غضون شهرين، عندما استهدفت قافلة لوجستية بمتفجرة وضعت على جانب الطريق وجرى تفجيرها عن بعد إلى الشمال من مدينة صيدا». وشدد سينغ على أن «أمن وسلامة أفراد يونيفيل ومنشآتها ذوا أهمية قصوى، اذ تتخذ البعثة فعلياً ترتيبات أمن وحماية شاملة تجري مراجعتها بصورة منتظمة، كما تتخذ تدابير للحد من المخاطر مع ضمان تنفيذ ولايتها». وأوضح ان «لهذه الغاية، تعمل يونيفيل بالتنسيق الوثيق مع السلطات اللبنانية التي تتحمل المسؤولية الرئيسة في الحفاظ على القانون والنظام، بما في ذلك أمن أفراد يونيفيل ومنشآتها». وواصل الجيش اللبناني ضرب طوق امني في محيط مكان الانفجار لاجراء المزيد من التحقيقات، في وقت رفعت قوات «يونيفيل» في مناطق انتشارها من حال تأهبها الى الدرجة القصوى، وغادر امس، الجنود الفرنسيين الثلاثة الجرحى لبنان على متن طائرة خاصة عائدين الى بلادهم. مواقف ادانة ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الاعتداء على الدورية الفرنسية، طالباً من الاجهزة المعنية تكثيف جهودها لكشف الفاعلين ومعاقبتهم، معتبراً أن «تكرار مثل هذه الاعتداءات لا يصب في خانة مصلحة لبنان وصورته الخارجية»، ولافتاً الى «أن الحفاظ على الاستقرار الامني في البلاد هو الارضية الصالحة والضرورية لإطلاق عجلة الاقتصاد والانماء». واعتبر سليمان «ان ما يحصل من حولنا في المنطقة يحتم علينا أن نتشبث باستقرارنا الامني». وجدد «تأكيد أن العبث بالامن ممنوع تحت أي سبب كان وفي شكل خاص تجاه الدول الصديقة والشقيقة التي أرسلت جنودها لمساعدة الجيش اللبناني في حفظ الامن والاستقرار في الجنوب وتطبيق القرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701 الذي لا يزال العدو الاسرائيلي يخرقه باستمرار براً وبحراً وجواً». وأبرق سليمان الى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، مندداً بالاعتداء ومجدداً تأكيد «حرص لبنان على سلامة افراد يونيفيل»، ومتمنياً الشفاء العاجل للعسكريين الذي اصيبوا بالانفجار. وكلف وزير الصحة علي حسن خليل وداع الجرحى في المطار لدى مغادرتهم. وتابع وزير الدفاع فايز غصن التقارير الواردة عن تفاصيل الاعتداء، واتصل بالسفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون مستنكراً «الاعتداء الآثم»، مؤكداً «متابعة التحقيقات وصولاً الى معرفة الفاعلين واعتقالهم». واشار الى ان الاعتداء «الذي تزامن مع طلب لبنان التمديد لهذه القوات ستة اشهر يطرح اسئلة عن الهدف والتوقيت والمستفيد من هذا الاعتداء، ويحمل في طياته الكثير من الدلالات». وجدد تأكيد «التعاون بين الجيش وقوات يونيفل وزيادته وأن الجيش اللبناني سيقف بالمرصاد امام كل محاولات ضرب هذا التعاون القائم استناداً الى القرار الدولي 1701». وعاد وفد عسكري وبتكليف من غصن الجرحى الذين تلقوا العلاج في المستشفى. واتصل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس امين الجميل بالسفير بييتون مستنكراً الاعتداء. كما أبرق الى وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي للغاية نفسها. وأعلن «ان هذا الاعتداء كان متوقعاً نظراً الى وجود سلاح غير شرعي وبؤر امنية خارجة عن سلطة الدولة، وهو اعتداء يؤكد وجود اطراف لبنانية وغير لبنانية تتربص بالقرار 1701 وتعمل على عرقلة مهمة القوات الدولية للاستئثار بالوضع في جنوب لبنان وتثبيته ساحة للصراعات في هذه المرحلة». ورأى «أن فرنسا التي وقفت دائماً الى جانب لبنان واتخذت المواقف الموضوعية تجاه الاطراف اللبنانيين لا تكافأ بالاعتداء على جنودها». ودان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري «بشدة التفجير الإرهابي»، لافتاً إلى أن «مثل هذه الاعتداءات الإرهابية هي بالتأكيد ضد مصلحة لبنان وأمنه واستقراره وتشكل اعتداء صارخاً على القرار 1701، وعلى الالتزامات التي تعهد بها لبنان ولا يصح أن يخرج عنها». وشدد على أن «لبنان بكل مكوناته الوطنية سيبقى وفياً لالتزامات فرنسا تجاه قضاياه، وللدور الذي تضطلع به الكتيبة الفرنسية في نطاق المهمات الموكلة إليها للحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان». ووصف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الاعتداء بأنه «عمل إرهابي جبان هدفه ضرب الاستقرار في لبنان وزعزعة الأمن واستخدام لبنان صندوقة بريد لإيصال رسائل في كل الاتجاهات»، ورأى انه «إزاء هذه الحادثة الخطيرة وبعدما سبقتها عملية إرهابية مماثلة قبل نحو شهرين، بات من الضروري التشديد على تكثيف التحقيق في الجريمة لكشف الفاعلين وإنزال العقاب بهم»، مشدداً على «أهمية استعادة الدولة لسلطتها على كامل أراضيها عبر مؤسساتها الأمنية الشرعية، لأن استمرار وجود البؤر الأمنية خارج سلطة الدولة تحت عناوين وصيغ متعددة يسمح بهذا الفلتان المتمادي والحوادث الخطيرة». ورأى نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري بعد زيارته رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «الاعتداء على يونيفيل أتى نتيجة عدم إعطاء عملية خطف الإستونيين فاعليتها وتوجيهها الرسالة المطلوبة إلى الفرنسيين»، مؤكداً أن «من المؤسف أن هناك جهة لبنانية لا تزال تعمل كساعي بريد لجهة خارجية». كما استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان «العمل التخريبي الذي يستهدف مسيرة الأمن والاستقرار في لبنان بغية إرباك الوضع اللبناني في عمل مدان يخدم الأهداف الصهيونية». ودعا «الأجهزة الأمنية إلى تكثيف تحقيقاتها لكشف المرتكبين ومعاقبتهم وإبقاء العين ساهرة لحماية الوطن». ودان «حزب الله» في بيان مقتضب الاعتداء، ورأى فيه «عملاً إجرامياً غير مقبول»، ودعا «الأجهزة اللبنانية المختصة إلى التحقيق في الجريمة وكشف الفاعلين ومعاقبتهم».