تحسباً لرد فعل دولي غاضب، تدخل رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس لدى رئيس البلدية الإسرائيلية لمدينة القدسالمحتلة نير بركات، وطلب منه التريث قبل الإعلان عن مخطط البلدية تهويد بلدة سلوان في محيط البلدة القديمة القريبة من أسوار المسجد الأقصى، القاضي أساساً بهدم عشرات المنازل الفلسطينية في «حي البستان» تحت مسمى تطوير البنية التحتية للمنطقة وإقامة «متنزه قومي» يحمل اسم «حديقة الملك سليمان». وتدعي البلدية الإسرائيلية أن الفلسطينيين أقاموا 88 منزلاً في الحي من دون الحصول على تراخيص بناء «ما يستوجب هدمها». ويعتزم بركات إعلان هدم 40 بيتاً في مقابل «تبييض» المنازل المتبقية ومنحها التراخيص اللازمة، وأن يتاح لمن هدمت بيوتهم البناء من جديد شرقي البستان. وستلزم البلدية أصحاب البيوت بهدمها على حسابهم الخاص، كما يزعم رئيس البلدية أن المكان المذكور هو موقع أثري تاريخي قديم لليهود فيه أقام «الملك سليمان». وتوقعت كبرى الصحف الإسرائيلية «يديعوت أحرونوت» أن يشعل قرار بركات ناراً جديدة في القدس. وربطت بين مخطط الهدم في بلدة سلوان وبين الأمر الذي أصدرته المحكمة الإسرائيلية العليا قبل عامين للبلدية بهدم «بيت يوناثان» الاستيطاني اليهودي (سبع طبقات) الذي أقامه المستوطنون قبل ست سنوات في قلب سلوان من دون ترخيص. وهدد بركات بأنه في حال تم إرغام البلدية على هدم المنزل الاستيطاني، فإنه «سيطبق القانون في كل المنطقة»، أي هدم المنازل غير المرخصة في الجانب الفلسطيني أيضاً. ويُشار إلى أن رئيس البلدية الإسرائيلية أعلن منذ تسلمه منصبه قبل 15 شهراً عزمه «معالجة البناء غير المرخص» في القدسالشرقيةالمحتلة مدعياً أن عددها يفوق 20 الف منزل، بينها نحو 700 في بلدة سلوان. يُشار أيضاً إلى أن مخطط هدم حي البستان وإقامة «حديقة قومية يهودية» وضع قبل سبع سنوات ضمن مخطط أوسع للبلدية الإسرائيلية لتحويل جميع المناطق المحيطة بالبلدة القديمة إلى «حدائق وطنية» وسياحية. وكشف فلسطينيون أن لدى البلدية مخططات مماثلة (لهدم منازلهم) في عدد من الأحياء الفلسطينية في القدس مثل حي «وادي الحلوة» و «راس العامود». وأفاد الناطق باسم رئيس الحكومة نير حيفتس أن نتانياهو تحدث صباح أمس مع رئيس البلدية وطلب منه أن يحاول من جديد التوصل إلى تفاهمات مع أصحاب المنازل الفلسطينية في حي البستان «للحيلولة دون أن تقوم جهات مختلفة باستغلال الحدث لتسويد سمعة إسرائيل في العالم وتشويه صورتها وكأنها تريد السيطرة على القدسالشرقية وحي سلوان بينما لا نية لها في ذلك». وأضاف أن رئيس البلدية تجاوب مع الطلب ووعد رئيس الحكومة بجولة أخرى من المفاوضات مع أصحاب المنازل. وقالت جمعية «عير عميم» (مدينة الشعوب) الإسرائيلية اليسارية في بيان أمس إن البلدية تحاول إغراء أصحاب المنازل الفلسطينيين للتنازل عنها في مقابل الحصول على أراضٍ بديلة في مناطق أخرى. وحذرت الجمعية من أن مخطط إقامة «حديقة وطنية» يشكل خطوة خطيرة من شأنها أن تشعل «أحد أكثر المواقع القابلة للاشتعال في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني والمساس باستقرار المدينة ومستقبلها السياسي».