عاشت منطقة حمص ليلة عصيبة اول من امس، وفجراً اسود بعد انفجارات واطلاق رصاص الرشاشات في محيط الكلية الحربية في المدينة التي شهدت هجمات عسكرية لسحق الاحتجاجات ضد النظام، في وقت اعلنت وزارة الداخلية السورية ان «مجموعة تخريبية إرهابية» وراءء الهجوم على خط السكة الحديد في منطقة السودا، شمال غربي حمص، ما أدى الى خروج عربات قطار حلب - دمشق وأسفر عن مقتل سائق القطار الذي كان يحمل 500 شخص لم يُشر بيان الداخلية الى حالتهم. وتحدث ناشطون عن اعتقال عدد كبير من النساء وملاحقة الناشطين في كهوف الجبال واستعجال الحسم العسكري قبل بداية شهر رمضان. ومع اعلان مسؤولين في الاممالمتحدة «ان قوات الامن السورية ربما ارتكبت جرائم ضد الانسانية خلال حملتها على المحتجين»، تحدث مسؤول أميركي، في اتصال مع «الحياة»، عن «مدى قلق واشنطن» من «التشنج المذهبي» الذي انعكس في أحداث حمص، معتبرا ان بصمات النظام وعناصره الأمنية وراءه. وروى سكان من حمص هاتفيا لوكالة «رويترز» في عمان ما جرى ليل الجمعة - السبت وصباح امس، فتحدثوا عن أصوات اطلاق نار كثيف وسيارات اسعاف كانت تتجه الى منطقة مجمع الكلية الحربية في منطقة الوعر القديمة. وقال مواطن طلب عدم نشر اسمه ان «الدخان تصاعد من داخل المبنى، وان الجرحى نقلوا الى المستشفى العسكري» مشيراً الى ان «عملية من نوع ما» جرت في الكلية. ولم تتحدث السلطات السورية عما جرى، لكن نشطاء وديبلوماسيين قالوا ان ما جرى «قد يكون جزءاً من عملية قمع لتمرد او لأشخاص قادوا انشقاقاً محدوداً في الكلية». وقال نشطاء ان قوات الامن اعتقلت السبت عدداً كبيراً من الاشخاص بينهم عدد كبير من النساء في حمص. ونسبت وكالة «فرانس برس» الى عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان انه «سمع اطلاق نار في منطقة الخالدية في حمص وباشرت قوات الأمن الاعتقالات فوراً». كما تحدث رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، عن «حملة اعتقالات في حمص، شملت اعداداً كبيرة من النساء»، بعدما قال انه سُمع في حمص «دوي ستة انفجارات ليل الجمعة قرب منطقة باب عمرو». واشار الى توغل مركبات عسكرية في قرى جبل الزاوية في محافظة ادلب شمال غربي البلاد، كما تحدث رامي عبد الرحمن عن «دخول مدرعات الى السرجة والقرى المحيطة بها، حيث دك الجيش كهوفاً في الجبال يختبئ فيها النشطاء احيانا». ويقول النشطاء ان النظام «يسعى الى السيطرة على الاحتجاجات قبل شهر رمضان مطلع آب (اغسطس) المقبل»، وهو «يخشى ان تزداد حدتها مع خروج المصلين من المساجد مساء كل يوم». وتحدث الريحاوي عن اعتقالات في حي ركن الدين، ذي الغالبية الكردية، في دمشق، حيث «انتشرت عناصر الامن باعداد كبيرة». وكانت قوات الامن حاصرت منطقتي ركن الدين والقابون في دمشق حيث نفذت عمليات تفتيش من بيت الى بيت بحسب النشطاء. وتوفي امس طفل في الثانية عشرة متأثرا بجروح في رأسه اصيب بها الجمعة 15 تموز (يوليو) قرب دمشق بعد اطلاق الشرطة الرصاص عليه خلال مشاركته في تظاهرة. الى ذلك، قال فرانسيس دينغ المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة بمكافحة جرائم الابادة، وادوارد لاك المستشار الخاص بهدف حماية المدنيين في بيان مشترك انه «استنادا الى المعلومات المتوافرة لدينا، نعتبر ان مستوى الانتهاكات المرتكبة وخطورتها قد ترقى الى مصاف الجرائم ضد الانسانية التي ربما اقترفت وتقترف في سورية». ودعا المستشاران الى «تحقيق مستقل ودقيق وموضوعي» في مجريات الامور وكررا دعوة الامين العام لحكومة السورية للسماح بوصول المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة من العنف وتسهيل زيارة بعثة تقصي الحقائق التي اوصى بها مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان.