دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز- انتشرت قوات عسكرية بكثافة أمس في بعض أحياء مدينة حمص وسط سورية فيما تواصل الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة في دمشق، كما أفاد ناشطون حقوقيون. وأفادت منظمات حقوقية سورية أن 9 دبابات دخلت من جهة دوار الاستخبارات الجوية وتمركزوا بين الخالدية والقصور في حمص. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس إن «قوات ومدرعات الجيش السوري انتشرت بكثافة في دوار الفاخورة ومحيط حي النازحين»، مرجحاً أن يكون ذلك «استعداداً لشن عملية عسكرية وأمنية في المنطقة». وكان أكثر من خمسين شخصاً قتلوا في مدينة حمص وسط البلاد خلال الأسبوع الماضي بحسب الناشطين الذين يتهمون النظام بزرع الفتنة الطائفية بين أطياف المدينة. وعم إضراب مدينة حمص بالكامل منذ أول من أمس فيما تواصل الحصار الأمني على باب السباع واستمر انقطاع الماء والكهرباء. وأكد المرصد السوري أن «الأوضاع الإنسانية في حي باب السباع بغاية السوء»، مشيراً الى أن «الأجهزة الأمنية اعتقلت عدداً من الشبان من مناطق مجاورة حاولوا إيصال بعض المساعدات الإنسانية لأهالي الحي». من ناحيته أوضح ريحاوي أن «حملة اعتقالات واسعة طاولت المئات في حي ركن الدين والقابون في دمشق»، مشيراً الى «تواجد أمني كثيف في الأزقة ومفارق الطرق ومداخل الأحياء في القابون حيث يتم التدقيق في لوائح المطلوبين على الداخلين والخارجين من الحي». فيما ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ان «عناصر الجيش في حي القابون انتشروا ونصبوا رشاشات 500 على مداخل الحارات الرئيسية وأمام المساجد». وأضاف أن «قوات الأمن داهمت المنازل وقامت بحملة اعتقالات»، مشيراً الى أنها «حطمت الأثاث ومزقت المفروشات أثناء دخولها للمنازل بحجة البحث عن أسلحة من دون أن تجد شيئاً». وذكر عبد الرحمن «أن ثلاث تظاهرات خرجت في حي الميدان في دمشق الأولى من قرب مسجد الماجد في الزاهرة والثانية بعد صلاة العشاء من مسجد الدقاق والثالثة خرجت في شارع الكورنيش قرب مسجد المنصور» ليلة أول من أمس. ولفت الى أن هذه التظاهرات «قامت بإغلاق طريق السيارات قبل أن تنفض من دون أن يسجل أي حالة اعتقال». وتحدث شهود عيان عن إطلاق عناصر الأمن النار عشوائياً على السكان في حارة الجورة في منطقة القدم في دمشق ما أدى إلى مقتل شخص يدعى طيب الحاج علي. كما تحدث اتحاد تنسيقيات الثورة السورية تظاهرات كبيرة في دوما في ريف دمشق خلال تشييع القتيل فايز الساعور الذي قتل على يد قوى الأمن أول من أمس. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة أن الأمن فض بالقوة اعتصاماً حداداً على قتلى جمعة «أحفاد خالد» في مدينة حرستا في ريف دمشق. وتابع: «خرجت تظاهرة حاشدة بعد صلاة العشاء في مدينة حرستا من عدة مساجد، وتجمعت الحشود في ساحة الشيخ «جبير» في حي السيل، وسد المتظاهرون مداخل الساحة بما تيسر لهم لمنع وصول قوات الأمن والشبيحة». أما في درعا، فأفاد موقع «شام نيوز» أن التعزيزات الأمنية ما زالت منتشرة في شوارع درعا لليوم الثاني بكثافة. وتابع: «لوحظ تواجد لأشخاص يسجلون أسماء المحال التي أغلقت مع حماية آمنة لهم وذلك بحسب توجيهات من محافظ درعا ليتم اعتقال أصحاب هذه المحال أو تشميعها لاحقاً». وكانت قوات الأمن قد حاصرت منطقتي ركن الدين والقابون في دمشق حيث نفذت عمليات تفتيش من بيت الى بيت، بحسب النشطاء. وتوفى مدني متأثراً بجروح أصيب بها اثر تعرضه للضرب المبرح على أيدي القوات السورية خلال تظاهرات في مدينة دوما في ريف دمشق، بحسب المرصد السوري. وقال المرصد إن «المواطن فايز الساعور استشهد متأثرا بجروح أصيب بها نتيجة ضرب وحشي بالهراوات والعصي تعرض له امس الجمعة على يد الحرس الجمهوري، والآن يتم التفاوض مع أهله لاستلام جثته». وأضاف المرصد أن طفلاً في الثانية عشرة توفي أيضاً متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة 15 تموز (يوليو) قرب دمشق بعد إطلاق الشرطة الرصاص خلال مشاركته في تظاهرة. وبحسب المرصد فان شرطياً أصاب الطفل برصاصة في رأسه من على مسافة 25 متراً.