حان الوقت للحديث عن ظاهرة هي الأسوأ على صعيد القضايا الأخلاقية في مجتمعنا بعد قضايا القتل والسحل وغيرها، لأنها أضحت في تصاعد ينذر مؤشره بالخطر! ولست الراصد الوحيد لمثل هذا السلوك اللأخلاقي الخطر، بل إن الزائر لمنصات الترافع في محاكمنا وأروقة هيئات التحقيق والادعاء العام سيشهد ما يندى له الجبين، ثم لك أن تقف متسائلاً مَنْ يترافع ضد مَنْ؟ ومَنْ يصيح شاكياً باكياً ممن؟! عندها ستجد الكارثة. ابنة ترفع دعوى قضائية ضد أبيها، الذي يخرج دوماً من قمقم جهالته وكهف عفنه ورذالته ليغتصب ابنته ويدنس براءتها في لون من الخذلان هو جديد على مجتمعنا، وتكون الشاهدة على تفاصيل هذه الجريمة هي أم الفتاة، التي لا حول لها ولا قوة لتكون حائلاً بين ابنتها وبين هذا الحيوان المشحون سعاراً جنسياً هائجاً! فتلجأ إلى القضاء الذي يبحث ويطلب البينة، لأنه لا يعتبر شهادة الأم سوى قرينة مقوية للشبهة وليست كافية لإصدار حكم يردع هذا الجاني، ويكون الحكم أشبه بما يقابل نزوة عابرة اقترفها أبوها. قصص واقعية تشير إلى تحرش الآباء ببناتهم، والإخوان بأخواتهم، وذوي المحارم بمحارمهم، أين هم الأطباء النفسانيون، والدعاة والمصلحون الباحثون عن إصلاح فساد المجتمع، والأفراد الشاذون الذين يدق ناقوس خطرهم على مستقبل فتياتهم القاصرات والبالغات والراشدات والحافظات للغيب بما حفظ الله، لماذا يتلاشون ويتخفون من هذه القضايا، ولا نجد لهم حضوراً ملموساً من خلال جلسات توعيه لأولئك الساقطين في مهاوي الرذيلة من دون رادع، وهم يستعذبون استغلال أواصرهم في نيل وطرهم الدنيء والمخالف للفطرة كلها. كنت أود أن أسرد قصصاً أخرى من واقعنا المعاصر لمثل هذه الظاهرة اللأخلاقية الخطرة، لكني آثرت أن أترك المجال لمن هو أحرى بمعالجة قضايا كهذه، ولكني أبعث رسالة لكل أب وأخ منحرف لا يزال مُصراً على الاعتداء والتحرش بمحارمه، أن خاف الله ولا تنسَ أن ربك لبلمرصاد، وأن مولاك قد نهاك عن الزنا، فقال سبحانه وتعالى (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)، وقال تعالى (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاماً يضاعف له العذاب ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)... الآية. رسالة إلى القضاة أن شددوا وطأتكم على كل من يجرؤ على هتك عرض محارمه، بدلاً من مشاهدة أطفال سفاح يخرجون من أرحام البريئات! [email protected]