أبدى كثير من المصطافين في منطقة عسير امتعاضهم من غلاء أسعار الشقق والمساكن، إذ إن بعضها وصل سعر الإقامة فيها ليوم واحد إلى 2000 ريال. وبدا أن أكثر ما يزعجهم هو عدم وجود الرقابة عليها، وأن أبرز ما يلفت الانتباه من المشكلات عند دخول المنطقة، خصوصاً مدينة أبها، هي المشاريع المتناثرة في الطرق الرئيسية، ما يسبب زحاماً كبيراً، مشيرين إلى أن تلك المنطقة الجميلة بطقسها وطبيعتها يجب أن لا يكدر صفوها شيء، داعين إلى مضاعفة جهود الجذب فيها لاستقطاب السائحين من كل مكان. وقال السائح الكويتي جاسم الكويليني ل«الحياة»: «أنا سعيد أن أزور المنطقة للمرة الثانية، لكني ألاحظ مع كل زيارة زيادة الأسعار، إذ وجدنا بعض الشقق ب1400 ريال، بل إن سعر بعضها وصل إلى 2000 ريال، واجد انه من الواجب تسخير مساكن أكثر ليخف الضغط عن المدينة التي لا تستوعب على ما يبدو العدد الكبير من السائحين، وهو ما يسبب مبالغات كبيرة في الأسعار، وقد تتواصل المبالغات، كما أني ارغب في المكوث لشهر، فتخيل كم سيأخذ الشهر مني عندما أجد شقة ب1500 ريال مثلاً فسيكون السكن فقط قيمته 45 ألف ريال وهكذا». وذكر الشاب سلمان الكريمي من الإمارات أن ما يزعج السائح في المنطقة هو محاولة تنفيذ مشاريع عدة في وقت واحد لعدد من الطرقات المهمة، وهو ما يسبب اختناق الطرق وزحامات كبيرة جداً، يقف بعض السيارات فيها لساعات طويلة، مطالباً بأن تنجز تلك المشاريع قبل موسم الصيف بفترة كافية، لأن مدينة أبها جميلة وتستحق أن يعود السائح بانطباع جميل عنها. فيما قالت السائحة رند الكويليني: «أبها منطقة أكثر من رائعة، فيها جمال الطبيعة والناس، وهي جبلية متنوعة ذات طقس فريد، آمل أن يتم إنشاء استثمارات كبيرة فيها للسياحة، وكذلك فرض رقابة بشكل أفضل، إذ إن هناك قصوراً في الرقابة على السكن بالذات». وأوضح المهندس إبراهيم الخليل من أمانة منطقة عسير أن هناك مشاريع حيوية وضرورية لا بد من تنفيذها، مضيفاً أن الأمانة ستعمل خلال الفترة المقبلة لمراعاة تذمر المصطافين من مثل تلك المشاريع، وستسعى لراحة المصطاف والمواطن بكل جهودها وإمكاناتها. من جهته، أكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار الأمين العام للبرنامج السياحي في منطقة عسير عبدالله بن مطاعن ل«الحياة» أن المنطقة قادرة على استقبال السياح من داخل المملكة وخارجها من دون أدنى ملاحظات سواء على مستوى الإيواء والإسكان أم توفير البرامج السياحية، وأن رجال المؤسسات الحكومية يعملون، على مدى 24 ساعة، لراحة السائح وتمكينه من الاستمتاع بالمناشط السياحية في الجبل والبحر، لافتاً إلى أن أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز يتابع كل تفاصيل منظومة العمل السياحي، ويدعم كل جهات الاختصاص، ليجعل من أبها إحدى أهم المدن السياحية العالمية. وفي ما يخص وجود أزمة مياه في المنطقة وارتفاع الأسعار في الشقق والفنادق، أشار إلى أنها قضية مفتعلة كل عام، وأنه ليس هناك أي أزمة في المياه، فهي تباع بأسعارها المعتادة، أما ما يتعلق بالإسكان فلدينا فرق ميدانية تقوم حالياً بالمتابعة الجادة لكل ملاك الشقق المفروشة والفنادق ومتابعة ما إذا كانت الأسعار تخالف نظام الإسكان، وفقاً لما أقرته الهيئة العام للسياحة والآثار، لافتاً إلى أهمية إشراك ملاك الشقق والفنادق في تنظيم العمل السياحي والمساهمة في التسويق له، وقال: «رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة زار الشقق السكنية والفنادق في المملكة حاملاً مع رسالة المشاركة في دعم السياحة في المنطقة من خلال الالتزام بالأنظمة والقوانين». وحول ما إذا كان لهيئة الأمر المعروف والنهي عن المنكر دور في إرغام السياح الأجانب على التقيد ببعض التقاليد والقيم لدى، قال: «لا أتوقع أن الهيئة تسببت يوماً ما في إحراج أي سائح أو مضايقته كما نسمع بل بالعكس نجد منهم المبادرة في التوجيه برقي ومستوى يليق برجال الحسبة المعروف عنهم القدوة الحسنة وحسن التعامل، وهو ما جعل من أبها مركزاً لحسن الضيافة»، لافتاً إلى أن دورها ضمن فريق عمل متكامل، لا يمكن أن تؤثر في مجريات العمل السياحي، وأن السياح الأجانب يتوافدون سنوياً على المنطقة ويجدون من كل المؤسسات الدعم والترحيب. وعن مشروع «تاكسي أبها» الذي أعلنه أمير المنطقة بمبادرة من الغرفة التجارية الصناعية بالتعاون مع وزارة النقل، وعن معاناة السائح في التنقل من قطاع سياحي إلى آخر، ذكر أن هذا المشروع سيتم العمل عليه والبدء فيه خلال العام الحالي، لتنتهي بذلك أزمة المواصلات في القريب العاجل، مضيفاً أن طرق منطقة عسير قادرة على استقبال الزائر واللوحات منتشرة في كل زاوية، وهناك تعاون حول وجود كل اللوحات حتى الوقتية التي يتم وضعها بسبب وجود مشاريع في بعض الطرق. وأضاف أنه من حق أي سائح أن يتصل برقم الطوارئ الخاص بالهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة حول أي قضية أو مشكلة تواجهه خلال زيارته إلى مدينة أبها وهو ( 072311502)، مشيراً إلى أن أبها منطقة سياحية وأهلها تعودوا على مثل هذا البرامج وعلى الزوار منذ عشرات السنين، ولديهم ثقافة عالية في استقبال السائح باعتبار ذلك جزءاً من ثقافاتهم وعاداتهم، والسائح لا يشعر بالغربة في هذه المنطقة.