يتجه بعض السعوديين هذه الأيام التي تسبق حلول شهر رمضان إلى شراء مستلزمات «العيد» وهداياه، رغبة في التفرغ في الشهر الكريم للعبادة والحياة الاجتماعية التي تطفو على السطح في هذا الشهر، فيما يعمد آخرون إلى شراء الألعاب النارية لإطلاقها احتفالاً في تجمعاتهم السنوية المعتادة، حيث يلتقي الأهل والأصحاب على شواطئ جدة. وتؤكد أم فيصل حرص أسرتها في الليالي الأخيرة من شعبان على الاجتماع وصنع المأكولات الشعبية ك «الجريش»، وهي أكلة مرغوبة وتشتهر في المنطقة الوسطى، مشيرة إلى أنها تحرص كذلك على قضاء مستلزماتها وحاجات أسرتها قبل دخول شهر رمضان، إذ لا تفضل الخروج في شهر العبادة، وعودت نفسها منذ سنوات مضت ألا يأتي رمضان إلا وقد أنهت كل أغراض المنزل وهدايا العيد. وتشير المعلمة فاطمة عبدالعزيز إلى أنها تقضي حاجاتها وأسرتها في أواخر شهر شعبان، وتقول: «أحياناً ابدأ شراء المستلزمات المنزلية وأغراض العيد في شهر رجب فلا يأتي رمضان إلا وقد أنهيت كل متطلبات أسرتي، ويبقى رمضان شهراً مقدساً أمضيه مع أسرتي، إضافة إلى التفرغ لأداء العبادات وصلاة التراويح». وأوضحت أنها كانت في الماضي تعود من عملها متعبة جداً، ما يحرمها من أداء صلاة التراويح على الوجه المطلوب، «ولذلك قررت أن أقضي كل مستلزمات أسرتي لرمضان والعيد، ما يتيح لي فرصة كبيرة للتفرغ لأداء العبادات، وقضاء وقت أطول مع أسرتي». وكذلك تؤكد أم بندر الدوسري وهي ربة منزل أنها تحرص على شراء مستلزمات العيد في نهاية شهر شعبان، مشددة على رفض فكرة التسوق في شهر رمضان، مضيفة «جربت مرة واحدة أن أذهب للتسوق في رمضان لقضاء مستلزمات العيد، ولم أتمكن من شراء كل ما احتاجه، فالزحام خانق ويسرق الوقت، إضافة إلى انفلات أعصاب زوجي التي تزداد حدة في رمضان للسبب نفسه»، مشيرة إلى أن شراء مستلزمات «العيد» في شعبان أفضل بكثير، مؤكدة أنه يمنحها فرصة التروي في الاختيار بعيداً عن التسرع والعجلة، فالوقت طويل والزحام أقل، بعكس شهر رمضان الذي يستعجل فيه الإنسان إما بسبب الفطور، أو من أجل الخروج باكراً من السوق قبل اشتداد الزحام، واصفة قضاء المشاوير حينها ب «المقلق»، «لذا وجدت شعبان أكثر هدوءاً، فلا يأتي رمضان إلا وأنا منتهية ومتفرغة للبيت والعبادة». من جهته، ذكر يوسف إياس أنه يتوجه في شعبان إلى قضاء حاجاته مثل تفصيل الثياب وغيرها، ويقول: «لا أستطيع تصور نفسي أسير في زحمة المرور خلال شهر رمضان، وفي أحد الأعوام لم أجد خياطاً يستقبلني، لذا قررت أن أنهي كل مستلزماتي في شعبان، فأكون في ليالي رمضان متفرغاً لممارسة هواية الألعاب النارية».