أخلت قوات الأمن الفرنسية أمس كاتدرائية مون سان ميشال شمال غربي البلاد، التي تُعدّ من ابرز المعالم السياحية، تحسباً بعد تهديدات وجّهها شخص مجهول الهوية إلى شرطيين. وذكر رئيس بلدية المنطقة يان غالتون أن سائق باص سياحي مُتجه إلى الكاتدرائية أبلغ قوات الأمن أن راكباً صرخ لدى ترجله من الباص، قائلاً إنه سيقتل شرطياً. وعُلم أن الرجل اختفى بين الزوار والسياح، وليس معروفاً هل يحمل سلاحاً. وذكر محافظ المنطقة جان مارك ساباتيه أن المشبوه غادر الكاتدرائية أثناء إخلائها، مضيفاً أن قوات الأمن فتّشت كل المنازل قربها، بمساندة مروحية تابعة للشرطة. وأشار إلى توسيع نطاق البحث عن المشبوه، في ضوء ما ستكشفه صور كاميرات المراقبة الموجودة في الموقع. وبمعزل عمّا سيتضح في شأن هوية الرجل ونياته، فإن الحادث يساهم مجدداً في تأجيج ريبة لدى أوساط فرنسية من الإسلام والأصولية، نتيجة الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية. وفي بادرة لا تساهم في تبديد هذه الريبة، نشرت صحيفة «لو باريزيان» بياناً وقّعته أكثر من 250 شخصية، يدعو إلى «مواجهة اللاسامية الجديدة»، وسيصدر على شكل كتيّب عن دار «ألبان ميشال» للنشر. ويُحصي البيان عدد الاعتداءات التي استهدفت فرنسيين يهوداً، بينها هجمات نفذها متشددون إسلاميون أوقعت 11 قتيلاً. ويعتبر موقعو البيان، بينهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة السابق جان بيار رافاران ونواب من كل التوجهات السياسية، إلى جانب شخصيات دينية وفنية وأدبية، أن هذه الاعتداءات تشكّل «عملية تطهير عرقي صامتة» تتحمّل مسؤوليتها نخب فكرية وسياسية في فرنسا، تعتبر الأصوليين ضحايا للمجتمع. ويرى البيان أن «اللاسامية المسلمة هي أكبر خطر يتربص بالإسلام» وعالم السلام والحريات، ويدعو مسلمي فرنسا إلى مواجهة هذا الواقع ومكافحة «اللاسامية بصفتها إفلاساً ديموقراطياً» وتحويل الأمر «قضية وطنية قبل فوات الأوان».