تبنى تنظيم «داعش» هجوم منطقة شانزليزيه وسط باريس ليل الخميس، والذي اسفر عن مقتل شرطي وجرح اثنين آخرين حالتهما ليست خطرة. وأفادت وكالة «أعماق» التابعة له بأن «منفذ الهجوم أبو يوسف البلجيكي هو أحد مقاتلينا». وأعلن مصدر قضائي فرنسي العثور على رسالة تدافع عن «داعش» في جوار جثة المهاجم. لكن وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون قال إن «لا مؤشر إلى ان منفذ هجوم باريس مواطن بلجيكي بل فرنسي»، وهو ما رجحته وسائل اعلام فرنسية افادت بأنه «في ال39 من العمر، ومعروف لدى أجهزة الأمن لارتكابه جرائم عنف سابقة». اما المدعي العام في باريس فرنسوا مولان فأعلن ان السلطات حددت هوية المسلح لكنها لن تكشف اسمه حتى يتأكد المحققون من وجود شركاء له. وأكد الناطق باسم وزراة الداخلية الفرنسية بيير أونري برانديه البحث عن مشبوه ثانٍ وصفته بأنه «شخص خطر أتى الى فرنسا بقطار انطلق من بلجيكا»، وأن مسؤولي الأمن البلجيكيين حددوا هوية مشبوه آخر، وأخطروا السلطات الفرنسية بأمره، قبل ان يعلنوا تسليم هذا المشبوه نفسه الى شرطة مدينة أنتويرب الشمالية. وفيما فتشت الشرطة الفرنسية منزل المهاجم القتيل الواقع في بلدة شرق من باريس، حيث ضبطت رشاشاً ومسدسين وثلاثة كيلوغرامات من مادة «تي إي تي بي» المتفجرة، ومواد تروّج لفكر «داعش»، صرح وزير الداخلية ماتياس فيكل ان «الشعور بالواجب لدى شرطتنا منع مذبحة وحمام دم في شانزليزيه»، مشيراً الى ان المهاجم «قدِم على متن سيارة توقفت الى جانب آلية للشرطة كانت مركونة عند اشارة مرور، ونزل منها مطلقاً النار على الآلية فقتل شرطي فوراً». وروى شاهد يدعى شيلوج ويعمل مساعد طباخ إنه رأى لدى خروجه من متجر رجلاً ينزل من سيارة، ويفتح نار بندقيته مباشرة على شرطي سقط. كنت خائفاً. لدي طفلة عمرها سنتان، وظننت أني سأموت». وبعد تبادل كثيف للنار، اردت الشرطة المسلح، ثم أخلت الشارع الواسع الشهير المؤدي إلى قوس النصر الذي عجّ بمواطنين وسياح خرجوا للاستمتاع بجو ربيعي، ونشرت عناصرها وآلياتها فيه، مطالبة الناس بالابتعاد مع تحليق مروحية تابعة لها في اجواء المنطقة. وندد الرئيس فرنسوا هولاند ب «بعمل ارهابي خسيس»، ووعد بأن قوات الأمن ستكون أكثر يقظة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة غداً، علماً ان فرنسا تفرض حال الطوارئ منذ عام 2015 بعدما شهدت سلسلة هجمات نفذها إسلاميون متشددون معظمهم شبان نشأوا في فرنساوبلجيكا، وتسببت بسقوط أكثر من 230 قتيلاً. وكانت الشرطة اعتقلت هذا الأسبوع رجلين في مرسيليا اتهمتهما بتخطيط هجوم قبل الانتخابات. وقال مرشحون للانتخابات الرئاسية إنهم تلقوا تحذيرات في شأن مهاجمي مرسيليا. ومع تحول هجوم الشانزليزيه سريعاً الى مادة دسمة لمرشحي الانتخابات الرئاسية، قالت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبن لراديو «أر إف أي»: «يشن الإسلام الأصولي اليوم حرباً، ولا تتخذ إجراءات لتقليل الأخطار»، علماً انها جعلت الهجرة والأمن ركيزتي حملتها الانتخابية، وتريد تشديد الضوابط على الحدود وبناء المزيد من السجون. وقال منافسها مرشح الوسط ايمانويل ماكرون الذي شغل منصب وزير الاقتصاد من 2014 إلى 2016 في الحكومة الاشتراكية التي انتقدت لوبن مرات سجلها الأمني لراديو «أر تي إل»: «ليست الحلول بالبساطة التي تعتقدها مرشحة اليمين». وأضاف: «تقول لوبن إنه سيمكن تفادي هجمات محددة حين تصل الى السلطة، لكن لا يوجد ما يسمى صفر اخطار. أي شخص يدعي غير ذلك هو غير مسؤول ومخادع». وبعدما ألغى لقاءً ضمن حملته الانتخابية كان مقرراً في منطقة الألب امس بسبب هجوم باريس، صرح المرشح اليميني المحافظ فرنسوا فيون إنه سيسعى إذا انتخب الى انشاء تحالف عالمي يضم الولاياتالمتحدة وروسيا لمحاربة «الشمولية الإسلامية». عملية دورتموند ... «غير إرهابية» فرانكفورت - رويترز - أعلنت النيابة العامة الألمانية توقيف المشبوه في تفجيره ثلاثة قنابل استهدفت باص فريق بروسيا دورتموند لكرة القدم في 12 الشهر الجاري وأسفرت عن جرح المدافع الإسباني مارك بارترا، مشيرة إلى أن دوافعه «كانت مالية وليست إرهابية، إذ أمل في أن تؤدي العملية إلى هبوط أسهم النادي حتى يستطيع تحقيق ربح في استثمار». وأوضحت النيابة العامة أن سيرغي في. (28 سنة) الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والروسية، «اشترى 15 ألفاً من عقود الخيارات التي تسمح له ببيع أسهم بروسيا دورتموند في سعر محدد مسبقاً في يوم الهجوم، مستخدماً قرض مستهلكين كان حصل عليه قبل أسبوع». وزادت: «لو هبطت أسعار أسهم بروسيا دورتموند في شكل كبير لبلغ الربح أضعاف الاستثمار المبدئي». وشكك مدعون الأسبوع الماضي في صحة ثلاث رسائل تركت بجانب موقع الهجوم، ولمّحت إلى أن متشددين إسلاميين نفذوه. وسبق أن اعتقلت السلطات في إطار التحقيقات عراقياً في ال 26 من العمر انضم إلى تنظيم «داعش» في العراق في نهاية 2014، وقاد هناك وحدة من حوالى عشرة مقاتلين تورطوا بعمليات خطف وابتزاز وقتل. وأفادت النيابة العامة حينها بأن «التحقيق لم يؤدِ الى العثور على عناصر تبين مشاركة العراقي في الاعتداء». لكنها أصدرت مذكرة باعتقاله لأنه كان عضواً بالتنظيم المتطرف خلال وجوده في العراق.