اعتقلت الشرطة الأرمينية ثلاثة من زعماء المعارضة اليوم (الأحد)، واحتجزت حوالى 200 محتج خلال أحدث مظاهرات ضد تعيين الرئيس السابق سيرج سركسيان رئيسا للوزراء. ويتهم محتجون سركسيان بالتشبث بالسلطة بعد تعيينه رئيساً للوزراء الشهر الجاري، في أعقاب عشرة أعوام أمضاها رئيسا للبلاد. وقام عشرات الآلاف من المعارضين بمسيرة عبر يريفان وأغلقوا شوارع وسط المدينة ونظموا اعتصامات. وبموجب دستور معدل جرت الموافقة عليه العام 2015 تنتقل غالبية السلطات في الجمهورية السوفيتية السابقة إلى رئيس الوزراء، ويتحول منصب الرئيس إلى منصب شرفي بدرجة كبيرة. وقالت الشرطة في بيان إنها «أخرجت بالقوة السياسي المعارض نيكول باشينيان، واثنين من نواب البرلمان من الاحتجاج». وشاهد صحافي أفرادا من القوات الخاصة يجذبون نائباً من يديه وقدميه ويحملونه خلف حاجز الشرطة. وأكد الادعاء العام اعتقال زعماء المعارضة الثلاثة، بتهمة الاشتباه بتنظيم احتجاج غير قانوني. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن ممثلين للشرطة قولهم إن «جهات إنفاذ القانون احتجزت ما يقارب من 200 شخص في مراكز للشرطة». وقالت وزارة الصحة في بيان إن «سبعة أشخاص نقلوا إلى المستشفى». وكان زعيم المعارضة باشينيان أجرى محادثات مع سركسيان الذي انسحب من الاجتماع، بعدما اتهم منافسه بمحاولة «ابتزاز» السلطات. وقال سركسيان في اجتماعه القصير مع باشينيان «هذه ليست محادثات وليست حواراً. إنها تحذير وابتزاز للدولة وللسلطات الشرعية». واستقلت أرمينيا عن الاتحاد السوفيتي العام 1991، لكنها لا تزال معتمدة على روسيا في ما يتعلق بالمعونات والاستثمارات. ويتهم كثير من مواطني أرمينيا حكومتهم بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد. وواصل المتظاهرون مسيراتهم بأعداد كبيرة في العاصمة، على رغم محاولات سابقة من الشرطة لتفريقهم بالهراوات والدروع. ونقلت «إنترفاكس» عن بيان رسمي أن الشرطة دعت المحتجين لتجنب تصعيد الموقف. وذكر البيان «إذا لم تتم الاستجابة للمطالب، فإن للشرطة الحق في احتجاز المشاركين في المظاهرات واستخدام القوة». ودعت الذراع السياسية للاتحاد الأوروبي إلى إجراء مزيد من الحوار والتوصل لحل سلمي. وقالت «كل من جرى اعتقالهم أثناء ممارستهم لحقوقهم الأساسية. ووفقا للقانون ينبغي إطلاق سراحهم على الفور». وأضافت «من المهم للغاية أن تتحلى كل الأطراف بضبط النفس والمسؤولية». وقال باشينيان لسركسيان «أقوك لك: أنت لا تفهم الوضع في البلاد. الوضع مختلف عما كنت تعرفه منذ 15 أو 20 يوما»، مضيفاً «تغير الوضع في أرمينيا. لا تتمتع بالسلطة التي قيل لك أنك تملكها. انتقلت السلطة في أرمينيا إلى الشعب».