أعلنت المعارضة الأرمنية أمس انطلاق «ثورة مخملية» سلمية في البلاد، في أعقاب موافقة البرلمان على تعيين الرئيس السابق سيرج سركيسيان رئيساً للحكومة، في وقت تجمّع عشرات آلاف المحتجين وسط العاصمة يريفان، وطوقوا المباني الحكومية احتجاجاً. وتزامناً مع تصويت البرلمان ب77 صوتاً لمصلحة سركيسيان في مقابل 17 ضده، تجمع آلاف المتظاهرين في ساحة فرنسا مقابل مبنى البرلمان الأرمني وسط العاصمة. وقال زعيم الحركة المعارضة النائب نيكول باشينيان في كلمة أمام المحتجين، إن «الأجواء في أرمينيا ثورية، وأنا الآن أعلن بداية ثورة مخملية شعبية سلمية». وبدأت الاحتجاجات بعد أنباء أفادت بأن كتلتيْن أساسيتين في البرلمان قررتا دعم ترشيح سركيسيان لمنصب رئيس الحكومة، علماً أن عدد أعضاء الكتلتين يبلغ نحو 65 نائباً، وأن إقرار الترشيح يتطلب موافقة الغالبية البسيطة (النصف زائد واحد) من عدد النواب البالغ 105 نواب. وتتهم المعارضة سركيسان بالسعي إلى الاحتفاظ بالسلطة عبر انتخابه رئيساً للوزراء، مع انتقال أرمينيا من دولة رئاسية إلى دولة برلمانية. وكانت المعارضة دعت أنصارها منذ صباح أمس إلى تطويق مبنى البرلمان لمنع عقد جلسة التصويت، لكنها أخفقت في ذلك. وحض باشينيان أنصاره على التظاهر وتعطيل العمل في المؤسسات الحكومية، فيما طوق المحتجون مبنى المدعي العام، ووزارة الخارجية، والمصرف المركزي والمبنى الجديد للحكومة، إضافة إلى عشرات المرافق الحكومية. ووفق وكالة «تاس» الروسية، شلّت الاحتجاجات الحركة في شوارع يريفان الرئيسة. وفي حين صرحت الشرطة الأرمنية بأن الاحتجاجات غير قانونية، واقتادت عشرات المتظاهرين إلى المراكز الأمنية، ولوّحت بفض الاعتصامات بالقوة، دعا باشينيان أنصاره إلى تجمع حاشد مساء أمس في ساحة الجمهورية وسط العاصمة. وحذرت هيئة السياحة الروسية مواطنيها في أرمينيا من التوجه إلى مناطق الاحتجاجات، وطلبت منهم الاطلاع على بيانات وزارة الخارجية الروسية والسلطات الأرمنية في ما يخص تطور الأوضاع. ويحكم سركيسيان أرمينيا منذ نحو 10 سنوات، وانتخب رئيساً عام 2008 للمرة الأولى، ليعاد انتخابه عام 2013. وبعد إصلاحات دستورية، تحوّلت أرمينيا إلى دولة برلمانية مع صلاحيات إضافية لرئيس الوزراء، ما يعني أن سركيسيان سيبقى حاكماً فعلياً حتى موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة عام 2022. وفي جلسة ترشحه أمام البرلمان، تعهد سركيسيان العمل على ضمان أمن أرمينيا، وتقوية الجيش، وإيجاد تسوية لنزاع ناغورنو كرباخ مع أذربيجان، إضافة إلى إيجاد حلول فاعلة للأزمة الديموغرافية في أرمينيا التي تعيش أيضاً ظروفاً اقتصادية صعبة. وتُعد يريفان حليفة لروسيا في منطقة ما وراء القوقاز، وتتلقى مساعدات عسكرية واقتصادية دورية من موسكو، التي تسعى أيضاً إلى التوازن في علاقاتها مع كل من أرمينياوأذربيجان اللتين تعيشان حال حرب منذ 1991.