لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتهمت لجنة في مجلس العموم البريطاني أمس، شرطة لندن بالفشل، و «نيوز انترناشونال»، الذراع البريطانية لمجموعة «نيوز كورب» المملوكة لقطب الإعلام روبرت مردوك، بمحاولة عرقلة التحقيق في فضيحة تنصّت صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» التابعة ل «نيوز كورب»، على هواتف شخصيات عامة وأشخاص عاديين، ورشوة شرطيين، ما أدى الى إغلاقها. ونشرت لجنة الشؤون الداخلية، والمؤلفة من أحزاب عدة، تقريراً أعرب عن «الأسف لردّ نيوز انترناشونال على التحقيق الأساسي في التنصت. يكاد يستحيل الامتناع عن الاستنتاج انهم تعمدوا محاولة حرف تحقيق جنائي». واللجنة التي تندد برفض مسؤولين حاليين وسابقين في شرطة العاصمة، فتح التحقيق مجدداً في فضيحة التنصت العام 2009، بعد تحقيق أول «فقير جداً» أجرته العامين 2005 و2006، أعربت عن ذهولها من أن الشرطة تحمّل الصحيفة مسؤولية فشلها في إجراء تحقيق نشط. وورد في التقرير: «هناك مُجلد من إخفاقات الشرطة، ومحاولات متعمدة من نيوز انترناشيونال لعرقلة التحقيقات». وقال وزير الإعلام جيريمي هانت إن على «نيوز انترناشونال» تفسير كيفية حدوث هذه المخالفات، من دون علم مردوك أو ابنه جيمس. أتى ذلك بعد تأكيد مردوك أن مجموعته ستخرج من فضيحة التنصت، أكثر قوة، مجدداً تمسكه بمحاسبة المذنبين. وقال: «صُدمت وشعرت بالاستياء من الادعاءات الأخيرة التي تتعلق بنيوز كورب، وأشعر بأسف عميق للضرر الذي حدث. أقود هذه الشركة منذ خمسين سنة، وطبعتها دائماً بالجرأة، لكنني لم أسمح يوماً بسلوك مثل الذي جرى الحديث عنه في الأسابيع الأخيرة». وأضاف في بيان وجهه الى العاملين في مجموعته: «هذه الادعاءات الخطرة في شأن موظفين سابقين في نيوزكورب، تتناقض في شكل كامل مع سلوكنا ولا تعكس عمل ومفاهيم معظم موظفينا». وزاد: «من خانوا ثقتنا، لا بد من محاسبتهم بموجب القانون». وقال مخاطباً موظفي «نيوز كورب»: «أريد ان تعرفوا أنني واثق من أننا سنخرج (من الأزمة) أكثر قوة. ستستغرق منا إعادة بناء الثقة وقتاً، لكننا مصرون على أن نكون على مستوى توقعات مساهمينا وعملائنا وزملائنا وشركائنا». أتى ذلك بعد مثول مردوك أمام مجلس العموم البريطاني الثلثاء، متحدثاً عن «اليوم الأكثر إذلالاً في حياته». وأعرب عن «أسفه لضحايا التنصت»، لكنه رفض الاستقالة، قائلاً: «أشعر أن الناس الذين وثقت بهم، خذلوني، وأعتقد أنهم تصرفوا في شكل شائن وخانوا الشركة وخانوني، وعليهم دفع الثمن». في غضون ذلك، أقرّ حزب المحافظين الحاكم بأن نيل واليس، النائب السابق لرئيس تحرير «نيوز أوف ذي وورلد»، والذي اعتُقل في إطار فضيحة التنصت، «عمل مستشاراً لأندي كولسن في شكل غير رسمي، على أساس طوعي قبل انتخابات» أيار (مايو) 2010. وكان كولسن الرئيس السابق لواليس على رأس هيئة تحرير الصحيفة، بين العامين 2003 و2007، قبل توليه منصب مدير مكتب الاتصال التابع لرئيس الوزراء ديفيد كامرون، قبل انتخابه العام 2010. وأوقفت الشرطة كولسن، للاشتباه في تورطه بالفضيحة. في سيدني، قالت رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد ان على مردوك الردّ على «أسئلة صعبة» في استراليا، حيث تتصاعد الضغوط للمطالبة بتحقيق في الفضيحة في بريطانيا. ومردوك من أصل استرالي، وأسس شركة في استراليا، قبل ان تتحول الى مجموعة لا تغيب عنها الشمس.