زادت مستجدات فضيحة تنصت صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد»، التابعة لمجموعة قطب الأعلام الأسترالي الأميركي روبرت مردوك التي توقفت عن الصدور قبل أسبوعين، على مكالمات هاتفية ودفع رشاوى للشرطة البريطانية، الشكوك في نهج رئيس الوزراء ديفيد كامرون الذي يواجه «ربيعاً بريطانياً» لكن من دون دماء. وكان قائد شرطة لندن المستقيل بول ستيفنسون اتهمه بتجاهل تورط رئيس التحرير السابق للصحيفة اندي كولسون في التحقيق الأول بالفضيحة عام 2005، وتعيينه إياه في منصب المسؤول الإعلامي لرئاسة الوزراء البريطانية، الذي شغله بين عامي 2007 و2009 وطالب كامرون، الذي قطع زيارة لجنوب أفريقيا للعودة الى لندن، بتمديد انعقاد البرلمان الى غد الأربعاء كي يستطيع «الإدلاء بمزيد من المداخلات، وإطلاع مجلس العموم على الأجزاء الأخيرة من التحقيق القضائي الخاص بالفضيحة، والرد على أسئلة جديدة». في الوقت ذاته، دافعت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي عن رئيس الوزراء، مؤكدة أنه «أوضح بنفسه أنه أعطى كولسون فرصة ثانية، لكن خطوته فشلت واستقال كولسون مجدداً». وبات أكيداً أن على كامرون أن يسلك «طريقاً طويلة لاستعادة ثقة الشعب»، كما كتبت صحيفة «ذي دايلي مايل»، مشيرة الى «انهيار الشرطة اللندنية» الذي زادت سلبياته استقالة جون ييتس، نائب ستيفنسون الذي يرأس أيضاً قسم مكافحة الإرهاب في الشرطة، وذلك بسبب دوره المزعوم في تعيين نيل واليس، نائب رئيس التحرير السابق ل «نيوز أوف ذي وورلد»، مستشاراً للعلاقات العامة لدى شرطة لندن. وتترك الاستقالتان، بحسب نواب وخبراء أمنيين، فراغاً خطراً في الشرطة خلال فترة التحضير لدورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012. ولم تتردد صحف بريطانية في وصف الأزمة بأنها بداية «ربيع بريطاني» على نسق «الربيع العربي» بالنسبة الى حكومة كامرون، ما دفع الوزيرة ماي الى إعلان أن «الشرطة تختلف عن الحكومة باعتبارها مكلفة ومسؤولة عن التحقيق في التجاوزات المفترضة لنيوز أوف ذي وورلد». وشددت على ضرورة «إبقاء خط فاصل بين المحققين وأولئك الذين يخضعون للتحقيق». ويستجوب البرلمان البريطاني اليوم مردوك ونجله جيمي وريبيكا بروكس، المديرة السابقة للفرع البريطاني في شركة «نيوزكورب» التي أطلقتها الشرطة بعد توقيفها 12 ساعة أول من أمس، لاستجوابها في قضية التنصت ودفع رشاوى للشرطة، علماً أنها نفت ارتكاب مخالفات. ويترقب الجميع أسلوب معالجة مردوك للأزمة التي تدحرجت مثل كرة ثلج منذ كشفت تقارير في 4 الشهر الجاري تنصت «نيوز أوف ذي وورلد» على رسائل صوتية لفتاة في ال 13 من العمر تدعى ميلي داولر، قبل تعرضها للقتل. وهبط سهم «نيوزكورب» في استراليا أمس بنسبة 7.6 في المئة وصولاً الى 13.65 دولار أسترالي (14.53 دولار أميركي)، وهو أدنى مستوى له منذ تموز (يوليو) 2009، ما يشير إلى خسارة 3 بلايين دولار من القيمة السوقية للشركة.