كابول، موسكو - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - اعلن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، أن القوات الأفغانية ستتسلم المهمات الأمنية من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في ثلاث ولايات وأربع مدن هذه السنة، في عملية من المقرر أن تنتهي عام 2014. وأكد كارزاي خلال حفلة لتخريج ضباط في الجيش الأفغاني في قاعدة بمطار كابول أن الشعب الأفغاني لم يعد يريد تولي آخرين مسؤولية أمنه، «لكن المهمة صعبة في بلد يعاني من حروب منذ اكثر من 30 سنة». وأضاف: «يمثل هذا العام منعطفاً في عملية بناء الحكومة وإرساء السلام، ونتحمل فيها مسؤولياتنا بشكل اكبر». وأوضح أن القوات الأفغانية ستتولى مسؤولية الأمن بالكامل في ولاية كابول باستثناء مقاطعة ساروبي المضطربة حيث ينتشر جنود فرنسيون، وفي لشكرجاه عاصمة ولاية هلمند احد معاقل «طالبان» في الجنوب. كما سيشمل ذلك ولايات معروفة بهدوئها، وهي بنشير (شمال كابول) وباميان (وسط)، وثلاث عواصم لولايات هي هيرات (ولاية هيرات غرب البلاد) ومزار شريف (ولاية بلخ، شمال) مهترلام (ولاية لغمان، شرق). وحض كارزاي مجدداً المعارضة المسلحة على وقف هجماتها واغتيالاتها والانضمام إلى عملية السلام، و»إلا سيتحملون مسؤولية استمرار الوجود الأجنبي في أفغانستان». جاء ذلك بعد قرار دول الحلف الأطلسي العام الماضي نقل مسؤولية الأمن في كامل أفغانستان إلى الحكومة بحلول العام 2014، ما يؤدي إلى نقل الصلاحيات الممنوحة للقوات الأجنبية، تمهيداً للاضطلاع بدور مساند. وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما قرر بدء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان في تموز (يوليو)، وسط تراجع دعم الأميركيين لهذه الحرب. لكن في ظل تنامي حدة التمرد الذي تقوده «طالبان» وجماعات متشددة أخرى، لا يزال الشك يسيطر حول مدى جاهزية القوات الأفغانية التي تضم 118 ألف شرطي و159 ألفاً و500 عسكري لتولي هذه المسؤولية. ويشكو القادة العسكريون الأفغان من النقص في الموارد، ويتحدث محللون عن تفشي الفساد وزيادة نسبة الجنود الذين يخلعون بزتهم العسكرية. وحذر قادة عسكريون أميركيون من حملة عنيفة هذا الربيع، مع هجوم جديد متوقع من متمردين تقودهم «طالبان». على صعيد آخر، عين الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف مدير القسم الآسيوي الثاني في وزارة الخارجية زامير كابولوف مبعوثاً رئاسياً خاصاً إلى أفغانستان، وهو منصب مستحدث يهدف بحسب الرئيس إلى مواصلة تطوير العلاقات الروسية - الأفغانية، ودعم جهود إعادة إعمار أفغانستان «المسالمة والمستقلة والمزدهرة والخالية من الإرهاب وجرائم المخدرات». وترأس كابولوف خلال تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) 2001 الوفد الروسي إلى المؤتمر الدولي حول أفغانستان في بون. ومنذ بداية التسعينات من القرن العشرين، تعرف شخصياً على الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وقادة مجموعات المجاهدين ومسؤولين آخرين في أفغانستان.