للجمعة الرابعة على التوالي، توافد آلاف الفلسطينيين أمس، إلى المخيمات المنصوبة على بُعد 700 متر من السياج الفاصل بين شرق قطاع غزة وإسرائيل، حيث أدّوا الصلاة قبل انطلاق الاحتجاجات الأسبوعية في إطار «مسيرة العودة الكبرى». وتماهياً مع شعار المسيرة هذا الأسبوع «جمعة الشهداء والأسرى»، رفع المشاركون صور عدد من الأسرى والأسيرات، ومجسّماً يضم صوراً لأربعة جنود إسرائيليين «مفقودين» في القطاع. وللمرة الأولى منذ انطلاق المسيرات في الثلاثين من الشهر الماضي، ألقت إسرائيل فجر أمس، منشورات على المناطق المتاخمة للحدود، تحذّر المتظاهرين من الاقتراب من السياج الحدودي، كُتب فيها: «حماس تستغلكم لتنفيذ عمليات إرهابية، جيش الدفاع الإسرائيلي مجهز حسب المقتضى، وعليكم الامتناع من الاقتراب من السياج الفاصل أو المسّ به». ومع زيادة الحشود، وجّه جنود الاحتلال تحذيرات باللغة العربية عبر مكبرات الصوت لمن اقتربوا من السياج، قبل أن يطلقوا عليهم النار ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 500، وفق وزارة الصحة في القطاع، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 37، عدا عن إصابة آلاف منذ بدء المسيرات. ودانت الرئاسة الفلسطينية «استمرار الاعتداءات الوحشية ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة»، مؤكدةً أن «إطلاق النار الحي على التظاهرات السلمية الشعبية... لن يزيد شعبنا إلا صموداً وتمسكاً بحقوقه المشروعة». وحمّلت الرئاسة حكومة الاحتلال مسؤولية استمرار جيشها بقتل المواطنين بدم بارد، وطالبت المجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن، بالإسراع في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها اليومية. إلى ذلك، دعا منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية جيمي ماكغولدريك في بيان أمس، إلى حماية المتظاهرين وتوفير تمويل عاجل لتلبية الحاجات الإنسانية الضرورية الناجمة عن الارتفاع الحاد في عدد الضحايا منذ انطلاق المسيرات. وطالب ماكغولدريك السلطات الإسرائيلية بممارسة «أعلى درجات ضبط النفس في استخدامها القوة والتزامها القانون الدولي». ورأى المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات أن على الاحتجاجات أن تركز على الوضع الإنساني في غزة، بدلاً من «تأجيج العنف». وقال إن «للفلسطينيين في غزة الحق في الاحتجاج على الوضع الإنساني الذي يعيشون فيه»، مضيفاً أن «هذه هي الرسالة التي يجب على القادة في القطاع التركيز عليها، وليس إشعال المزيد من العنف باستخدام العبوات المتفجرة والطائرات الورقية الحارقة». وأكد أن «علينا العمل معاً لمحاولة التوصل إلى مستقبل سلمي للإسرائيليين والفلسطينيين، ما يتطلب أفعالاً شجاعة والتزاماً وتنازلاً من الجميع». وتابع: «دعونا نعمل معاً لتمهيد الطريق لخطة سلام، وهي الخطوة الأولى في الطريق الطويل».