صعّد الحزب الديموقراطي معركته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اذ رفع دعوى قضائية ضد حملته الانتخابية ونجله وصهره وروسيا وموقع «ويكيليكس»، متهماً اياهم بالتآمر لمساعدته في الفوز في انتخابات الرئاسة عام 2016. وتسعى الدعوى المرفوعة في المحكمة الفيديرالية في مانهاتن الى تعويضات غير محددة وإصدار أمر لمنع اختراق آخر لأنظمة الكومبيوتر في اللجنة الوطنية الديموقراطية. وقال رئيس اللجنة توم بيريز: «خلال الحملة الانتخابية عام 2016، شنّت روسيا هجوماً شاملاً على ديموقراطيتنا، ووجدت في حملة دونالد ترامب شريكاً راغباً ونشطاً». واشارت الدعوى الى ان ترامب وشركاءه أقاموا علاقات مع موسكو وأوليغارشيين روس، أتاحت للجانبين إعداد «مؤامرة». واضافت أن «الهجوم الوقح على الديموقراطية الأميركية» بدأ بهجوم إلكتروني على أجهزة الكومبيوتر وأنظمة الهاتف في اللجنة الديموقرطية، ما أتاح سرقة عشرات الآلاف من الوثائق والرسائل الإلكترونية، لافتة الى ان الهجوم مكّن روسيا من تعزيز مصالحها الخاصة ودعم ترامب. واتهمت الدعوى دونالد ترامب جونيور بتواصل سري مع «ويكيليكس»، مذكرة بإشادة الرئيس الأميركي بتسريب الموقع عام 2016 وثائق للجنة الديموقراطية. واعتبرت ان جاريد كوشنر، صهر ترامب أبرز مستشاريه، كان جزءاً من مؤامرة «ألحقت أضراراً بالغة باللجنة»، بوصفه مستشاراً بارزاً وصانعاً أساسياً للقرار في الحملة. ورأت الدعوى ان «المؤامرة شكّلت فعل خيانة لا يمكن تخيّله في السابق: حملة المرشح الرئاسي لحزب بارز يتحالف مع قوة أجنبية معادية لتعزيز فرصته للفوز بالرئاسة». أتى نشر تفاصيل الدعوى بعد ساعات على إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقشا أن يزور كلّ منهما البلد الآخر، خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي ببوتين الشهر الماضي، لتهنئته بفوزه بولاية رابعة. وقال: «نواصل العمل على أساس أن الرئيس الأميركي وجّه في اتصال هاتفي هذه الدعوة، وقال إنه سيكون سعيداً برؤية (بوتين) في البيت الأبيض وسيسعده لقاؤه بعدها في زيارة مقابلة (لروسيا)». وأضاف ان ترامب «تطرّق الى الأمر مرتين، لذلك نُعلم زملاءنا الأميركيين أننا لا نريد أن نفرض شيئاً، لكننا أيضاً لا نريد التصرّف بفظاظة، ونظراً الى أن الرئيس ترامب قدّم هذا العرض، فإننا نعمل من منطلق أنه سيوجّه الدعوة في شكل ملموس». تزامن ذلك مع تأجيج حرب كلامية بين ترامب والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي. وكتب الرئيس على موقع «تويتر» ان كومي «مشبوه»، معتبراً ان ملاحظات سرية دوّنها في شأن مضمون لقاءاتهما «تبيّن بوضوح أنه لم يكن هناك عرقلة أو تواطؤ» مع موسكو خلال الحملة الانتخابية. ويروي كومي كيف أن ترامب شكا من أن مايكل فلين، مستشاره السابق للأمن القومي، يعاني من مشكلة «خطرة في الحكم» على الأمور. كما حمّله مسؤولية عدم تنبيهه فوراً إلى مكالمة تهنئة من زعيم عالمي، ما أدى الى تأخّر الرئيس في الردّ على المكالمة. وافادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن الزعيم العالمي كان بوتين. واشارت الوكالة الى ان الملاحظات التي دوّنها كومي تفيد بأن ترامب طرح فكرة مقاضاة مسرّبين وسجن صحافيين ينشرون معلومات تزعجه. ذكر كومي انه ابلغ الرئيس أن سجن الاعلاميين سيكون صعباً قانوناً. وكتب كومي ان ترامب شكا من انه «يحاول ادارة البلاد، لكن ظلالاً يلقيها الملف الروسي تعرقل ذلك». واضاف ان الرئيس اكد ان إشاعات عن علاقات اقامها في موسكو عام 2013 مع مومسات روسيات «أمر ملفق»، مستدركاً ان بوتين «قال له: لدينا العاهرات الاكثر جمالاً في العالم». لكن ناطقاً باسم الكرملين اعتبر ان هذا «الجزء زائف»، وزاد: «لا يستطيع الرئيس بوتين أن يقول ذلك للرئيس ترامب، لا سيّما انهما لم يكونا على اتصال قبل ان يصبح ترامب رئيساً». واعتبر كومي الذي أقاله ترامب من منصبه عام 2017، ان الرئيس يشكّل «تهديداً كبيراً لدولة القانون»، متهماً جمهوريي الكونغرس بالتواطؤ معه. على صعيد آخر اعتبرت الولاياتالمتحدة، في تقرير سنوي نشرته امس عن حقوق الانسان في العالم، ان «حكومات الصينوروسيا وإيران وكوريا الشمالية تنتهك حقوق الإنسان على أساس يومي، وهي نتيجة لذلك قوى مزعزعة للاستقرار». ونعتها بحكومات «مدانة أخلاقياً».