أقر مستشار للرئيس الأميركي دونالد ترامب بإجرائه اتصالات مع مسؤولين روس خلال حملة انتخابات الرئاسة، وباقتراحه أن يزور ترامب موسكو خلال الحملة. تزامن ذلك مع إعلان محامية روسية أن نجل الرئيس الأميركي لمّح، في اجتماع خلال الحملة، إلى احتمال مراجعة قانون يفرض عقوبات على موسكو، إذا انتُخب والده رئيساً. وأشار كارتر بايج، وهو مصرفي سابق وخبير في شؤون روسيا، كان مستشاراً لترامب في الشؤون الخارجية، إلى أنه كان متطوعاً ضمن الفريق الاستشاري للرئيس، مستدركاً أنه لم يلتقِ به أو يتحدث معه مباشرة. وكان جورج بابادوبولوس، وهو أيضاً مستشار لترامب في السياسة الخارجية، أقرّ الأسبوع الماضي بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) في شأن اتصالاته في روسيا عام 2016، كما اقترح أن يزورها الرئيس آنذاك. لكن مسؤولين في البيت الأبيض يؤكدون أن بايج وبابادوبولوس كانا مساعدين غير مهمين في الحملة، علماً أن لجنتَي الاستخبارات في مجلسَي النواب والشيوخ الأميركيين والمدعي العام لوزارة العدل، يجرون تحقيقاً في شأن «تدخل» موسكو في الانتخابات، واحتمال تواطئها مع حملة ترامب. ويقود المحقق الخاص روبرت مولر تحقيقاً آخر، وأخضع الرئيس السابق لحملة ترامب، بول مانافورت، وأحد مساعديه ريك غيتس لإقامة جبرية بعد اتهامهما بالتآمر وبتبييض أموال. وأبلغ بايج لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأسبوع الماضي أنه أجرى اتصالاً «مقتضباً» مع نائب رئيس وزراء روسيا أركادي دفوركوفيتش، خلال زيارة «خاصة» لموسكو في حزيران (يونيو) 2016. وأضاف أنه اقترح في أيار (مايو) 2016 أن يزور ترامب موسكو ويلتقي مسؤولين ويلقي خطاباً. وأقرّ باتصاله بمسؤولين آخرين ورجال أعمال وجامعيين، خلال زيارته روسيا في تموز (يوليو) وكانون الأول (ديسمبر) 2016. وتابع أنه قال لوزير العدل جيف سيشنز، الذي كان آنذاك يدير فريق السياسة الخارجية في الحملة، أنه يخطط لزيارة موسكو لإلقاء محاضرة، بعد تلقيه دعوة من جامعة روسية. ولدى عودته، أبلغ مسؤولي الحملة في رسالة إلكترونية أنه فعل أكثر من ذلك، بقوله: «سأرسل إليكم قريباً رسالة حول أفكار ومعلومات حصلت عليها من نواب روس وأعضاء بارزين في مكتب الرئيس» فلاديمير بوتين. لكن بايج قلّل في شهادته من دوره في الحملة، مؤكداً أنه لم يلتقِ ترامب بتاتاً أو يتحدث معه مباشرة، لكنه أقرّ بمشاركته في «لقاءات كثيرة في حضوره» وبأنه «تعلّم منه كثيراً». في السياق ذاته، تحدثت المحامية الروسية ناتاليا فيسيلنيتسكايا عن لقائها في حزيران 2016 في برج «ترامب تاور» في نيويورك، دونالد ترامب جونيور وصهره جاريد كوشنر. وقالت لشبكة «بلومبرغ» إنها حضرت الاجتماع لتقديم أدلة تثبت أن مانحين ديموقراطيين تهرّبوا من الضرائب، وللحشد ضد قانون ماغنيتسكي الذي أقرّه الكونغرس عام 2012 ويفرض عقوبات على 40 شخصية روسية، على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان. ونقلت المحامية عن ترامب الابن قوله: «إذا تبوّأنا السلطة، يمكننا العودة إلى هذه المسألة والتفكير بما سنفعل حيالها. أفهم أن جانبنا قد يكون أساء التعامل، لكن قد يستغرق الأمر فترة طويلة للوصول إلى لبّ» القضية. وأضافت أن ترامب الابن طلب أدلة على استخدام أموال غير قانونية في حملة المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون. وأكدت المحامية أنها لا تملك أدلة من هذا النوع. وسيمثل ترامب جونيور في جلسة علنية أمام لجنة في الكونغرس، تحقّق في ملف روسيا، علماً أنه كان قال إن الاجتماع مع فيسيلنيتسكايا لم يُفضِ إلى نتيجة مهمة. على صعيد آخر، أعلن جهاز الخدمة السرية الأميركي أنه أوقف رجلاً من تكساس يُشتبه في أنه سافر إلى واشنطن لقتل «كل أفراد الشرطة البيض» أمام البيت الأبيض. وأقرّ سلاح الجوّ الأميركي بأن العنصر السابق في صفوفه ديفين باتريك كيلي، الذي ارتكب مجزرة الأحد داخل كنيسة في تكساس، أوقعت 26 قتيلاً، تمكن من شراء سلاح ناري بسبب خطأ عدم إدراج اسمه في سجل أصحاب السوابق، بعد إدانته بتعنيف زوجته وطفلها.