قال المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (اف.بي.آي) جيمس كومي في مذكرات تسرد محادثاته مع الرئيس دونالد ترامب العام الماضي إن الأخير تحدث مراراً عن قلقه من مزاعم مشينة في ملف للاستخبارات والحاجة إلى ضمان الولاء واستبعاد من يقومون بتسريب أي معلومات، معتبراً أنه يشكل «تهديداً كبيراً لدولة القانون». وأمس (الخميس) قدمت وزارة العدل المذكرات إلى ثلاث لجان في مجلس النواب. وتتضمن المذكرات التي أطلعت عليها «رويترز» ملاحظات على اجتماع في برج ترامب في نيويورك في كانون الثاني (يناير) 2017 قبل وقت قصير من تنصيب ترامب. وتحدث كومي خلال هذا الاجتماع بمفرده مع الرئيس المنتخب عن الملف الذي يشمل تفاصيل عن لقاءات مزعومة بين ترامب وعاهرات في موسكو في العام 2013. وقال ترامب على «تويتر»: «مذكرات جيمس كومي صدرت للتو وتظهر بوضوح أنه لم يكن هناك مؤامرة أو عقبات. كما سرب معلومات سرية. يا للعجب! هل ستستمر مطاردة الساحرات؟». وتصف المذكرات عشاء جمع بين كومي وترامب في البيت الأبيض بعد نحو أسبوع من حفل التنصيب، وقال كومي إن ترامب أبلغه حينها إنه «ينتظر منه الولاء». وأقال ترامب كومي في أيار (مايو) 2017 بينما كان يتولى تحقيقاً في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية في العام 2016 وعن احتمال وجود تواطؤ بين حملة ترامب وروس. وكتب كومي مذكراته قبل إقالته التي أدت إلى تعيين روبرت مولر محققاً خاص ليواصل التحقيق. من جهة ثانية قال كومي ان دولة القانون «ليست في خطر بعد لأنها متينة وصامدة، لكنها تتطلب تيقظاً في كل لحظة»، وذلك في تسجيل لمقابلة أجريت معه للمدونة الصوتية «نيويوركر رايدو آور» من إنتاج اذاعة «دبليو ان واي سي» العامة ومجلة «ذي نيويوركر». ويقوم كومي منذ أسبوع بالترويج لكتابه «ولاء أعلى: الحقيقة والاكاذيب والقيادة» الذي صدر الثلثاء ويتصدر المبيعات على موقع «امازون». وفي الكتاب يشير كومي (57 عاما) المحامي والمدعي العام السابق إلى الرئيس على أنه شخص مخادع وأناني وقارن أساليبه بسلوك زعماء المافيا. كما اعتبر أن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس متواطئون مع الرئيس قائلاً: «يجب أن يتساءل هؤلاء الأشخاص، وليس هم وحدهم: ماذا سأقول لاحفادي؟»، وذلك رداً على سؤال حول الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بول راين ونظيره في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. وتابع كومي: «اتفهم أن يكون لديهم أولويات سياسية لكن أحفادكم سيدرسون ذلك في أحد الأيام وسيتساءلون: كنتم هناك وماذا فعلتم؟» وزاد أنهم ولقاء «اصلاح مالي أو تعيين قاض في المحكمة العليا، قدموا تنازلات حول ما يشكل هويتنا»، مضيفاً: «لسنا سوى مجموعة أفكار وقيم وتطلعات».