اقتحم الجيش السوري أمس مدينتي الزبداني في جنوب سوريا وحمص في وسطها اللتين شهدتها تظاهرات كبيرة مناهضة للنظام، وفق ناشط حقوقي، فيما أورد الإعلام السوري أن الجيش يستعد لاقتحام مدينة البوكمال في شرق البلاد. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي إن «قوات الأمن والجيش دخلت الزبداني. لقد فتشت المنازل واعتقلت أكثر من خمسين شخصا» في هذه المدينة القريبة من الحدود اللبنانية والتي تبعد 50 كلم شمال غرب دمشق. وأضاف المصدر نفسه أن الجيش دخل أيضا مدينة حمص (وسط، 150 كلم شمال دمشق)، لافتا إلى أن «أربع دبابات وناقلة جند تمركزت في (حي) دوار الخالدية، وقد نظم السكان تظاهرة كبيرة تعبيرا عن رفضهم دخول الجيش». وأكد شهود من المدينة في تصريح ل «عكاظ» أمس، «أن 50 جنديا من الجيش السوري مع 3 دبابات لجأوا إلى أحد شيوخ العشائر في البوكمال بعد أن رفضوا أوامر إطلاق النار على المتظاهرين». وقالوا إن عدد القتلى من المتظاهرين بلغ ستة أشخاص بعد أن أطلقت قوات الأمن السورية الرصاص الحي على المتظاهرين،، وفي التفاصيل أفاد الشهود أن قوات الأمن كانت تتجول في المدينة وأطلقت النار بشكل عشوائي، ما دفع المدنيين إلى مهاجمتهم، ومن ثم حدثت المواجهات بين الطرفين. وحول مقتل عناصر من الأمن السوري، أكد الشهود أن ضابطا من المخابرات الجوية أطلق النار على أحد العناصر حين رفض إطلاق النار على المتظاهرين. وفي هذه الأثناء نصب المدنيون حواجز في مداخل المدينة تخوفا من اقتحامها عسكريا.من جهتها، أكدت صحيفة الوطن السورية القريبة من النظام أمس أن الجيش السوري يستعد لاقتحام مدينة البوكمال التي تشهد وضعا «متفجرا» بسبب قيام «مجموعات مسلحة» بإشعال الاضطرابات في هذه المنطقة على الحدود مع العراق. وكتبت الصحيفة أن «الوضع الأمني تفجر في مدينة البوكمال، بينما يبدو أن الجيش يستعد للتدخل على حدود سورية الشرقية مع العراق». وأضافت نقلا عن «مراقبين» أن «رد السلطات السورية كان حاسما بإرسال الجيش إلى بؤر التوتر الحدودية؛ وأفادت الرابطة السورية لحقوق الانسان أنه تم أمس اعتقال الكاتب والمعارض السوري علي العبدالله في إطار حملة اعتقالات في مدينة قطنا التي تبعد 25 كلم جنوبدمشق.