في ما وصفه سكان ب «حملة ترهيب» للمدنيين في ريف دمشق، وسعت قوى الأمن السوري حملاتها الأمنية لتصل إلى مدينة الحجر الأسود، بعدما قامت خلال اليومين الماضيين بعمليات أمنية في الزبداني وقطنا والقابون وحرستا وغيرها. ويأتي ذلك في وقت ما زالت دبابات الجيش تحاصر مدينة البوكمال على الحدود العراقية بعد تقارير متطابقة من مصادر عدة تتحدث عن انشقاق جنود من الجيش وانضمامهم إلى المحتجين في المدينة. وتحدث «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» في البوكمال أمس عن «هدنة» بين سكان المدينة والأمن لمدة 10 أيام، وإعلان الحداد 3 أيام ترحماً على شهداء البوكمال. وعن التطورات الأمنية في دمشق، قال ناشطون وشهود إن 4 باصات أمن كبيرة دخلت أمس إلى الحجر الأسود في ريف دمشق وأن هناك مخاوف من حملة اعتقالات. وتعد الحجر الأسود من المدن التي تشهد تظاهرات مستمرة ضد النظام بسبب الاستخدام المفرط للعنف ضد المدنيين. وكان الآلاف من سكان الحجر الأسود قد تظاهروا أول من أمس احتجاجاً على مقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً في مدينة القابون القريبة من دمشق وعلى العمليات الأمنية والاعتقالات في مدينة الزبداني. وكانت قوات الأمن قد اقتحمت الزبداني فجر أول من أمس. وقال ناشطون إن حوالى 10 دبابات و12 باصاً و12 سيارة نقل دخلوا الى المدينة التي تقع بالقرب من الحدود مع لبنان، موضحين أن عناصر الفرقة الرابعة حاصرت المنطقة، وأغلقت المفارق، وقامت بفرض حظر تجوال وحملة مداهمات للبيوت، واعتقالات تعسفية واسعة شملت العشرات من أبناء الزبداني. وأضاف الناشطون أنه قبل ظهر أول من أمس انسحبت معظم القوات، وبقيت المجنزرات والمدرعات عند عدد من الحواجز، ملاحظين أن الحملة كانت سريعة تمشيطية في شكل شبه عشوائي، وأن الأمن قصد بها «إرهاب الأهالي» في ريف دمشق. وأضاف الناشطون، بحسب ما نقلت مواقع المعارضة السورية، أن شباب الزبداني قاموا بالخروج في تظاهرة حاشدة بعد صلاة العشاء من جامع الجسر، متحدين الحملة العسكرية، وكاسرين الطوق الأمني المفروض. وعلى صعيد متصل، قال ناشطون في مدينة قطنا في ريف دمشق إن دبابات الجيش وجنوده وقوات الأمن ما زالت منتشرة في المدينة منذ أول من أمس، وأن حظر التجوال ما زال قائماً. وذكر الناشطون أن قوات الجيش قامت ليلاً بمداهمة بعض المساكن في منطقة خان الشيح، وأن هناك مخاوف من أهالي عرطوز من هجوم وشيك للجيش والأمن عليهم. أما في البوكمال على الحدود العراقية، فقد تحدث اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في المدينة عن هدنة لمدة 10 أيام بين قيادة الجيش و «الثوار» تقرر بمقتضاها سحب الجيش والقوى الأمنية من داخل البوكمال الى خارجها وإعلان حداد لمدة 3 أيام ترحماً على شهداء البوكمال والتظاهر سلمياً وإزالة الحواجز داخل المنطقة مع الاحتفاظ بالحواجز الخارجية التي شكلها السكان، موضحين أن الاتفاق تم بعد حوار بين سكان البوكمال وضابط برتبة لواء ممثلاً عن قيادة الجيش. وذكرت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطة أمس أن «حالة التوتر لا تزال تسيطر» على البوكمال، التي ما زالت دبابات الجيش تحاصرها. وقالت الصحيفة إن «التوتر استمر في البوكمال بعد أن عاشت المدينة أحداثاً مؤسفة تسببت بها مجموعات من المحتجين الذين تحولوا الى مجموعات مسلحة قامت بأعمال حرق وتكسير وترهيب لحياة المواطنين الذين نزح بعضهم الى القرى المجاورة والى مدينة دير الزور» التي تبعد 125 كيلومتراً الى الشمال الغربي. وأضافت أن «بعض أبناء البوكمال وجهوا نداءات استغاثة كثيرة يطلبون فيها ضرورة التدخل السريع من قبل الجهات الحكومية المعنية لنزع فتيل الفتنة ومظاهر العنف المسلح وتهدئة وضع الشارع». وشددت الصحيفة على أن «المظاهر المسلحة التي برزت في البوكمال خلال اليومين الفائتين تؤكد من جديد أن المناطق الحدودية باتت منفذاً للسلاح والمال»، مشيرة الى أن «وحدات الجيش تتمركز حالياً عند أطراف المدينة». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنياً قتل وأصيب أربعة آخرون السبت في منطقة البوكمال حين أطلقت قوات الأمن النار لتفريق تجمع مناهض للنظام. من جهة أخرى، تحدثت صحيفة «الوطن» عن أن مدينة إدلب (شمال غربي) تشهد «إضراباً». وقالت إن «مدينة إدلب عاشت حالة الإضراب بسبب الأحداث التي شهدتها الجمعة ولا تزال جهود محلية تبذل لإعادة الحياة إليها وتجنب تأزم الوضع فيها».