تشهد مراكز الطب التجميلية خلال السنوات الماضية إقبالاً ملحوظاً على عمليات وجراحة تجميل الأنف والأذن سواء للرجال أو النساء، وتعتبر هذه الجراحات الأكثر انتشاراً لسرعة أدائها والنتائج المتطورة والمضمونة التي تحققها. ويقول اختصاصي التجميل والجلدية في مركز بانوراما الطبي الدكتور علاء قطيش: «إن جراحة الأنف، هي أكثر عمليات التجميل شيوعاً التي يمكن من خلالها تصغير الأنف وتكبيره، أو تغيير شكله وتضييق المنخرين، وفي بعض الاحيان، تجري الجراحة ايضاً لأسباب طبية، مثل إصلاح إصابة ما أو أحد تشوهات المواليد او لعلاج مشكلات نفسية، ولا يوجد أنف كامل ومن الصعب أيضاً تحديد قواعد تناغم الوجه والأنف، ولهذه الأسباب فإن الاستشارة الطبية قبل الجراحة تسمح بتحديد أي نوع من الانوف يتناسب او لا يتناسب مع وجه المريض». وحول التخدير الطبي الذي يستخدم، قال قطيش: «التخدير يمكن أن يكون عاماً أو خفيفاً، ولكنه فعال بحيث لا يشعر المريض بشيء، وهو يسمح للمريض أيضاً بعد موافقة طبيب التخدير بالعودة الى منزله في الليلة ذاتها، أما في عملية التجميل فإنها تستغرق من ساعة الى ثلاث ساعات، عادة ما تجري بالعيادات الخارجية باستخدام تخدير موضعي أو كلي، ومع التخدير الموضعي، ستعطى منوماً حتى تسترخي، ويقوم التخدير بتخدير أنفك لكنك ستكون متيقظاً بعض الشيء أثناء العملية، وسيرفع الجراح جلد الانف ويفصله عن عظم وغضروف الانف، ثم يعيد تشكيل الانف من جديد، ويصنع الشق الجراحي إما داخل المنخرين وإما في الحالات الاكثر تعقيداً عبر الشريط الجلدي الذي يفصل بين فتحتي الانف، ثم يعاد جذب الجلد فوق العظم والغضروف المعاد تشكيله ثم يغلق الجرح بعدة غرز». وأضاف: «وللمساعدة في احتفاظ أنفك بشكله الجديد، فإن الجراح قد يضع جبيرة بلاستيكية أو معدنية لتغطي الانف ويضع مادة معينة داخل المنخرين لتثبيت الحاجز الانفي (الجدار الفاصل بين فتحتي الانف)، وهذا مفيد بوجه خاص إذا كان الحاجز يحتاج لجراحة تجميل سواء لتحسين القدرة على التنفس أو لتجميل المظهر، ويتحدد شكل الأنف بدرجة كبيرة بشكل عظام الانف والغضروف الأنفي، ولإعادة تشكيل الأنف فإنه يُصنع شق جراحي إما بداخل فتحتي الانف وإما عند قاعدة الانف، ويقوم الجراح باستئصال جزء من العظام والغضروف إما بالأزميا وإما بالمبرد ثم يضم عظام الانف إلى بعضها البعض، لجعل قنطرة الأنف أضيق مما كانت، الغضروف في طرف الانف يمكن نحته لجعل طرف الانف متجهاً للأعلى». وحول التبعات بعد فترة الجراحة، قال: «التورم والكدمات حول العينين أمر طبيعي وعادةً ما تزول خلال ثلاثة اسابيع، إنّ وضع كمادات باردة قد يفيد في تسكين الالم وزوال اللون الناجم عن التجمع الدموي، ومن الشائع أيضاً حدوث نزيف من الأنف واحتقان بها خلال الاسبوع الاول أوالاسبوعين الاولين بعد الجراحة، وقد يطلب منك الجراح تجنب التمخط من انفك لمدة اسبوع تقريباً حتى تتمكن الانسجة من الالتئام». ولفت اختصاصي التجميل إلى أن ضمادة الأنف تخلع خلال بضعة أيام بعد الجراحة ما لم تجر جراحة اخرى على الحاجزالانفي. وتزال الجبيرة عادة بعد أسبوع، وإذا كنت ترتدي نظارة، فإنك قد تحتاج للصقها بشريط لاصق الى جنبي وجهك لمدة شهر او اثنين لتجنب الضغط على أنفك، وبعد الجراحة قد تظهر أوعية دموية صغيرة متفجرة على شكل بقع حمراء دقيقة الحجم فوق سطح الجلد، لكنها عادة ما تكون مشكلة بسيطة، وقد تزول وقد تظل الى الأبد، مضيفاً: «عندما تجرى جراحة تجميل الانف من داخل الانف، لا تترك الجراحة أثراً ملحوظاً، اما في الاسلوب المفتوح التقليدي، فإن الندبات الصغيرة بين فتحتي الأنف عادةً ما تكون شديدة الصغر، وقد تستغرق مدة تصل الى عام حتى تظهر الآثار الكاملة لإجراء الجراحة». وعن عودة الأنف إلى شكله التجميلي بعد الجراحة، قال: «الحقيقة الطبية أن الأنف يستعيد صلابته بعد 3 او 4 اسابيع من الجراحة، ولذا ينصح بالحد من النشاطات الرياضية والاعمال العنيفة خلال بضعة اسابيع. بعدها يمكن للمريض العودة الى ممارسة حياته المعتادة شرط ألا يأخذ أي مخاطر قد تأثر على مخاطر الجراحة. لكن مع ذلك يجب الانتباه قدر الامكان فاذا تعرض الانف لصدمة ما فمن السهل تصحيحه، ومن وقت لآخر قد يشعر المريض ببعض الانزعاج اثناء التنفس، وهذه ظاهرة طبيعية تظهر خلال الاسابيع التالية للجراحة». وأخيراً ينصح بعدم تناول الاسبرين أو أي من مشتقاته خلال الاسبوع الذي يسبق والذي يلي الجراحة بغرض تفادي خطر النزيف. ويمكن التعرض للشمس شرط وضع مرهم حماية فعال عدة مرات خلال اليوم لمدة شهر.