كانت غصة مباغتة اجتاحتني عندما فتحت رسالة الجوال، التي تقول إن شاكر قد ذهب إلى بارئه. ارتسم ذلك الإنسان الجميل النبيل أمامي مثل حمام الحرم. شاكر الشيخ له حضور حميم ورحيم، إنه مثل النسمة العذبة متحرك وفعال وحميم في اللحظة ذاتها، يذكرك بحمام الحرم و أهل الحجاز و بدماثة أهل الشرقية وتحضُّرهم. يبدو أن مصداقيته ورهافته هما سر هذا الحضور البسيط والأخاذ تجد شاكر الشيخ حاضراً بكامله في أي شي يقوم به، في القصيدة الشعبية المموسقة و في الصحافة وفي حضوره الإنساني والاجتماعي وعندما يمسك العود. إنه مخلوق للإبداع والفنون والعطاء. جاء الرياض قبل سنة أو أكثر قليلاً ليتابع معاملة لأبنه وكان معي يومين من أجمل أيامي، أتحدث إليه وكأنني أتحدث إلى نفسي من فرط ما يعطي من ثقة و مودة هي أقرب الصداقة والأبوة في نفس الوقت. إنه موجود في الساحة الأدبية، وبخاصة الشعرية وفي الساحة الصحافية وفي الشأن الاجتماعي، وهو موجود معي و في شأني الخاص بنفس الأريحية ونفس الحميمية. العزاء لنا جميعاً أهل الصحافة وأهل الأدب والشعر والفن وكل الناس الخيّرين، والعزاء بخاصة لزوجته أم بدر وأبنائه وبناته وإخوانه. رحمه الله رحمة الأبرار.