أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال لقائه سونغ تاو مدير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني «العمل على تطوير الصداقة التقليدية» بين البلدين «وفق ما يتطلبه العصر الجديد»، في وقت دعت طوكيوبكين إلى مزيد من التعاون من أجل نزع سلاح بيونغيانغ النووي. والتقى كيم الثالث المسؤول الصيني ترافقه فرقة فنية إلى مهرجان الربيع الذي ينظم كل سنة في بيونغيانغ في ذكرى ولادة مؤسس النظام كيم إيل سونغ في 1912. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن سونغ تاو نقل إلى كيم «تحيات حارة» من الرئيس الصيني شي جينبينغ. وأضافت الوكالة أن الرجلين «تبادلا وجهات نظر حول قضايا ذات اهتمام مشترك» من دون أن تذكر أي تفاصيل. وأشارت إلى أن «القائد الأعلى دعا إلى تعزيز العلاقات مع بكين، في شكل إيجابي «باتجاه مرحلة جديدة». وأضاف كيم أن لقاءات أخرى وتعاوناً على مستوى عال بين بكين وبيونغيانغ سيأتيان في وقت لاحق. ووفقاً لوكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية، قال كيم خلال اجتماعه مع سونغ أنه والرئيس شي «توصلا إلى اتفاق مهم» في بكين، وهو ما أكده سونغ مضيفاً أن بكين مستعدة للعمل مع بيونغيانغ لحماية السلام في شبه الجزيرة الكورية. وتأتي هذه الزيارة بعد أسابيع من البدايات الديبلوماسية للزعيم الكوري الشمالي الذي زار بكين حيث التقى الرئيس الصيني، في أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه السلطة في نهاية 2011. إلى ذلك، شارك الكوريون الشماليون بالذكرى الخامسة بعد المئة لمولد مؤسس النظام كيم ايل سونغ في احتفالات تعبر عن الوفاء، وترسخ ولاء الناس لأحد أكثر الأنظمة عزلة في العالم. ويعتبر 15 نيسان (أبريل)، المعروف باسم «يوم الشمس» من أهم أعياد السنة ويمكن أن يَشهد، كما حصل في 2017، استعراضاً عسكرياً. وتدفق عسكريون وموظفون، وتلامذة مدارس وعائلات، إلى ساحة تلة مانسو وسط بيونغيانع حيث نُصب تمثال المؤسس إلى جانب تمثال ابنه وخلفه كيم جونغ إيل ووضعوا على مقربة منه زهوراً أو باقات يحملونها. ويتعلم الكوريون الشماليون منذ نعومة أظفارهم الولاء المطلق لقادة أسرة كيم الذين تنتشر صورهم في كل أنحاء كوريا الشمالية. والزعيم الحالي هو الثالث من هذه الأسرة في بلد يزدحم برنامجه باحتفالات تتعلق بمولد والده وجده وحياة كل منهما. وتشارك فرق فنية أجنبية في هذه الاحتفالات وكذلك الصين التي شاركت في كل دورات هذا المهرجان منذ 1986، باستثناء دورة العام 2016. إلى ذلك، بدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس زيارة إلى اليابان وصفت بأنها خطوة كبيرة على طريق تحسين العلاقات المتوترة بين الطرفين، فيما تحاول طوكيو لعب دور في الديبلوماسية الدولية في شأن كوريا الشمالية. والتقى وانغ نظيره الياباني تارو كونو الذي قال في مستهل الاجتماع «أود أن أعتبر زيارة وانغ خطوة كبيرة في جهودنا نحو تحسين العلاقات اليابانيةالصينية». وأضاف أن طوكيووبكين بحاجة للمزيد من العمل معاً عن كثب بهدف نزع سلاح كوريا الشمالية النووي في شكل كامل لا رجعة فيه. وقال وانغ إن زيارته هي رد «إيجابي» على رسائل وسياسات اليابان. وأضاف الخبير المخضرم في الشؤون اليابانية والسفير السابق في طوكيو «نحن كذلك نواجه عدداً من العوامل المعقدة والحساسة، ولكن معاً وبجهود اليابان، نود أن نعيد العلاقات الصينيةاليابانية إلى مسار التطور الدائم والطبيعي». وتتسم العلاقات بين الدولتين بالتوتر بسبب الخلافات الطويلة على الحدود المائية وإرث اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية. إلا أن طوكيو ترغب في تقوية العلاقات بين البلدين وخصوصاً على خلفية البرنامج النووي في كوريا الشمالية والذي من المرجح أن تلعب فيه بكين دوراً مهماً.