توسعت المواجهات الدامية بين المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة (شمال غربي اليمن) والقبائل المناوئة لهم على أكثر من جبهة خلال الأيام الماضية، وامتدت قبل يومين إلى محافظة الجوف المجاورة، حيث قتل عشرة أشخاص على الأقل وأصيب آخرون في اشتباكات بين مجموعة «حوثية» وأخرى تابعة لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» (الإسلامي المعارض) في مديرية الزهرة. وأكدت مصادر محلية ان الحوثيين أقدموا على اقتحام أحد المساجد بمديرية الزهرة بهدف السيطرة عليه، وقاموا بقتل 3 أشخاص من أنصار التجمع الذي يتزعم تحالف «اللقاء المشترك» إلى جانب «الحزب الاشتراكي اليمني»، ثم تجددت المواجهات أثناء العزاء الذي أقامه الإصلاح لقتلاه، عندما اعترض «الحوثيون» بعض المواطنين القادمين للعزاء، ما أدى إلى مقتل شخصين آخرين يعتقد أنهما من «الإصلاح» ايضاً، فيما قتل 6 من الحوثيين على الأقل. وفيما رفض الإصلاح الإدلاء بأي معلومات حول الحادث، أكدت مصادر محلية في محافظة الجوف ان وساطة محلية تمكنت أمس من وقف إطلاق النار بين الطرفين، وتشكيل لجنة من مشايخ وأعيان المحافظة لحل الخلاف. وتأتي هذه المواجهات بين «الحوثيين» وعناصر «الإصلاح» في وقت تشترط فيه أحزاب المعارضة، في «اللقاء المشترك» على حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم، الاعتراف «بالحوثيين» واعتبار التمرد مسألة سياسية في اطار بدء حوار حول الاوضاع الراهنة في البلد، وتطالب الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومن بينهم «الحوثيون» وإنهاء المظاهر المسلحة الحكومية في صعدة. من جهة ثانية، أكد مصدر قضائي في المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب أن القاضي محسن علوان قرر ان يؤجل الى موعد لم يحدد جلسة النطق بالحكم التي كانت مقررة أمس في قضية المجموعة الثامنة المكونة من 16 عنصراً من «الحوثيين» ممن شاركوا في أحداث التمرد والمواجهات العسكرية مع قوات الجيش والأمن في منطقة بني حشيش شمال شرقي مدينة صنعاء في 2008. وقال المصدر إن القاضي قرر إرجاء جلسة النطق بالحكم إلى ما بعد الإجازة القضائية التي تبدأ السبت المقبل وتنتهي في اواخر ايلول (سبتمبر). وكان القاضي علوان أصدر أحكاماً على المجموعتين الثالثة والرابعة في 6 الجاري قضت بإعدام سبعة أشخاص والحبس لسبعة آخرين مدداً تتراوح ما بين 12 و15 سنة. ويحاكم 197 شخصاً من أتباع الحوثي على دفعات أمام المحكمة نفسها.