استثمر القائمون على «هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية»، حلول شهر رمضان المبارك، لتأكيد الانطلاقة الجديدة التي تشهدها شاشة الفضائية الفلسطينية، منذ أشهر. فهي، وللمرة الأولى تقدم برامج متنوعة، ومسلسلات عربية «عرض أول»، وأخرى محلية متنوعة، وبرامج تتراوح بين الترفيه والمسابقات، إضافة إلى برامج دينية، وأخرى للأطفال.وتقدم الفضائية الفلسطينية، وللمرة الأولى منذ تأسيسها مسلسلاً عربياً (عرض أول)، وهو المسلسل المصري «قلبي دليلي» الذي يروي حكاية المطربة المصرية الشهيرة ليلى مراد. وتعد هذه الخطوة بمثابة إنجاز للشاشة الفلسطينية، كونها خطوة لم يعتدها الجمهور الفلسطيني الذي كان ينزع باتجاه الفضائيات الأخرى، بخاصة في شهر رمضان. كما تعرض شاشة فلسطين المسلسل السوري «الواهمون»، من بطولة النجمة سلاف فواخرجي، وهو حديث الإنتاج أيضاً. وأكد المدير العام للبرامج في التلفزيون الفلسطيني عماد الأصفر أن «برامج شهر رمضان على الفضائية الفلسطينية لهذا العام تعكس الرؤية الجديدة للفضائية، والانطلاقة الساعية لإعادة الاعتبار للشاشة الفلسطينية، بعد سنوات من الضعف»، مشدداً على أن «خريطة البرامج في رمضان تشتمل على فقرات منوعة ومميزة، بحيث ترضي كل الأذواق. وهي في مجملها برامج حديثة»، وأعرب عن ارتياحه الى تمكن الفضائية من شراء مسلسل مصري (عرض أول)، للمرة الأولى منذ تأسيسها، وعرض مسلسل سوري حديث أيضاً. وقال الأصفر ان القناة تحرص على عرض الدراما الفلسطينية الحاضرة بقوة هذا العام أيضاً، وذلك «للتركيز على ما يملكه الشباب الفلسطيني من مواهب فنية، من بينها الدراما»، لافتاً الى مسلسل «وطن على وتر» للفنان عماد فراجين، وهو من إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، «ويتميز بجرأته في طرح القضايا السياسية والاجتماعية الشائكة بأسلوب كوميدي ولاذع... وهناك مسلسل «عديها»، وهو من إنتاج شركة في مدينة نابلس، إضافة إلى برامج مسابقات ميدانية تجوب كل المناطق الفلسطينية، من مدن وبلدات وقرى ومخيمات للاجئين، وأخرى في الاستوديو». ولفت الأصفر الى ان الجمهور الفلسطيني والعربي سيكون على موعد مع مسابقة خاصة بالقدس، تعرض على شاشة الفضائية الفلسطينية بمناسبة القدس عاصمة للثقافة العربية 2009. وتتمحور كل حلقة حول مكان أو شخصية أو أي معلومات أخرى حول القدس، وهناك جوائز قيمة مرصودة لهذه المسابقة، «من باب التشديد على الهوية الفلسطينية العربية للقدس، وتثبيت حضورها في ذاكرة الأجيال الشابة، والفلسطينيين أينما كانوا». وشدد الأصفر على أهمية الإشارة إلى «المجهود الكبير الذي بذله ويبذله أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه المكلف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، في هذه الانطلاقة الواضحة التي بات يلمسها المشاهد الفلسطيني والعربي على حد سواء، وكذلك العاملون في الهيئة، وبخاصة في قسمي التصوير والإنتاج». وتحدث عن برنامج بعنوان «من غزة» سُجّل حديثاً ويتناول أوضاع الفلسطينيين في القطاع، ولكن في ظروف صعبة، بخاصة مع منع حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع طواقم تلفزيون فلسطين من العمل، «منذ الانقلاب في صيف 2007». وأوضح أن «عدداً من الشركات الأجنبية اعتذرت عن عدم المشاركة في إعداد هذا البرنامج، خشية ملاحقتها من جانب عناصر حماس أو ما يعرف باسم الحكومة المقالة في غزة». وأشار الأصفر إلى أن الفضائية الفلسطينية تقدم عدداً من البرامج الدينية، «من أبرزها برنامج «بيوت الله» الذي يتحدث عن المساجد ذات التاريخ العريق في الأراضي الفلسطينية»، موضحاً انه «بسبب ظروف العمل الصعبة لطواقم التلفزيون الفلسطيني في قطاع غزة، تعذر تصوير حلقة عن المسجد العمري هناك». وإلى جانب هذه البرامج الموجهة للكبار، لم يهمل التلفزيون الفلسطيني، بحسب الأصفر، الأطفال، فهناك برنامج «بيت بيوت»، الذي يعرض مرتين في الأسبوع، ولكن بحلة جديدة. كما ستنقل الشاشة الفلسطينية سهرات رمضانية من محافظات عدة، إضافة إلى سهرات تنظمها هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية نفسها. واختتم الأصفر بالقول: «حاولنا أن نلبي كل الأذواق في رمضان، وأن نعكس الانطلاقة الجديدة للشاشة الفلسطينية... الجمهور بدأ يلمس هذا التطور في البرامج، لكننا نطمح الى المزيد، فنحن نعمل في مبنى غير مؤهل على الإطلاق، وبمعدات ليست على مقدار ما نطمح إليه، بخاصة أن الكثير من معدات الهيئة دُمّرت أو صودرت، إذ كان مقرها الرئيس في قطاع غزة، في حين تعرض بعضها للسرقة».