علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيستقبل الأسبوع المقبل في جدة الرئيس محمود عباس الذي يقوم بزيارة للملكة العربية السعودية الأحد المقبل يلتقي خلالها الملك عبدالله مدة ساعتين، كما يلتقي عدداً من كبار المسؤولين السعوديين. ولفتت المصادر إلى أن المحادثات التي سيجريها خادم الحرمين مع عباس ستتركز على القضية الفلسطينية وعملية استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وفقاً للمتغيرات الدولية، خصوصاً الموقف الأميركي بعد وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض. وأوضحت المصادر أن الزعيمين سيعملان خلال لقائهما على بلورة موقف عربي موحد من استئناف المفاوضات بهدف استثمار توجّه الإدارة الأميركية الجديدة ورؤيتها لحل الدولتين، وكذا الموقف الأوروبي والمتغيرات التي طرأت عليه بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأخير. واشارت إلى أن خادم الحرمين سيضع الرئيس عباس في أجواء المحادثات التي أجراها مع أوباما خلال زيارته للرياض، إذ علمت «الحياة» حينها أن الملك عبدالله أكد لأوباما خلال لقائهما في مزرعة خادم الحرمين في الجنادرية أن حل الصراع العربي - الإسرائيلي يمثل «مفتاحاً سحرياً» لحل جميع قضايا المنطقة، بما في ذلك الإرهاب. رسالة عباس لواشنطن في غضون ذلك، ابلغ الرئيس عباس الادارة الاميركية انه لن يتفاوض مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ما لم يوقف الاستيطان بكل اشكاله، بما فيه النمو الطبيعي في المستوطنات، ويقبل حل الدولتين. وتقول مصادر مطلعة ان الادارة الاميركية تبحث عن صيغة مقبولة لدى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في شأن وقف غير تام للاستيطان. لكن المصادر الفلسطينية تقول ان عباس يرفض الدخول في مفاوضات مع اسرائيل من دون وقف الاستيطان، خصوصا انه لا يراهن على حدوث تقدم في المفاوضات ويخشى ان يستخدمها نتانياهو مظلة لمواصلة التوسع الاستيطاني. وتلقى الرئيس عباس نصائح من مقربين بعدم الدخول في مفاوضات من هذا النوع، خصوصاً ان الاجواء الدولية مواتيه للموقف الفلسطيني اكثر مما هي مواتية للموقف الاسرائيلي. وقال مسؤول فلسطيني كبير ل «الحياة»: «في السابق كنا نطالب بوقف الاستيطان بمفردنا، اما الآن فنطالب به ومعنا كل العالم، فلماذا نتراجع ولصالح من؟». والتقى عباس امس مع القنصل الاميركي العام في القدس جيك والاس، وحمّله رسالة بهذه الفحوى. وجاء في بيان رسمي صدر عن مكتب عباس عقب اللقاء ان الرئيس الفلسطيني شدد في اللقاء «على ضرورة التزام المبادئ التي قامت عليها عملية السلام، وأهمها مبدأ حل الدولتين، وتنفيذ الالتزامات الواردة في خريطة الطريق، ووقف النشاطات الاستيطانية، بما فيها النمو الطبيعي». وفي القدسالمحتلة، اعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في عهد الحكومة الاسرائيلية السابقة احمد قريع انه «في حال عدم وقف الاستيطان، فإن المفاوضات ستكون عبثية». واضاف ان المفاوضات يجب أن تبدأ من النقطة التي وصلت اليها مع الحكومة السابقة وليس من الصفر. هدم المنازل الى ذلك، واصلت اسرائيل امس هدم بيوت في الاغوار واخطار اصحاب بيوت في القدس بقرارات هدمها بحجة اقامتها من دون ترخيص. ففي الاغوار، هدمت أربعة مساكن من صفيح وعشرين حظيرة للماشية في منطقة عين الحلوة. وفي القدس، سلمت إخطارات هدم لمنازل في أحياء وبلدات الاشقرية وشعفاط وجبل المكبر والعيسوية وفي منطقة بيت حنينا شمال القدسالمحتلة بحجة البناء من دون ترخيص. وقال محافظ طوباس سامي مسلم ان هدم هذه البيوت والحظائر «ما هو الا جزء من سياسة الهدم والتدمير التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية».