كشفت مصادر سياسية إسرائيلية أن الولاياتالمتحدة فشلت في الأيام الأخيرة في حشد تأييد علني من اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، لقرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة تعليق بناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربية لعشرة أشهر، بعدما أجهضت روسيا الاقتراح الأميركي الذي يقضي بإعلان الترحيب بقرار إسرائيل، ودعم مطلبها الاعتراف بأنها دولة يهودية وأن حدودها المستقبلية تضم الكتل الاستيطانية الكبرى، ودعوة الفلسطينيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بلا شروط مسبقة. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بادرت الخميس الماضي غداة اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرارها في شأن الاستيطان، إلى إجراء اتصال هاتفي مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ونظيرها الروسي سيرغي لافروف. وبعد مشاورات، تقرر أن يعمل موظفون من الأطراف المختلفة على صوغ بيان يصدر عن «الرباعية». وقاد الطاقم المكلف صوغ البيان مساعد الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل، لكن روسيا تحفظت لاحقاً عن مسودة البيان، وعارضت تضمينها بندين أصرت واشنطن عليهما، الأول يتعلق ب «يهودية إسرائيل»، والثاني بالحدود المستقبلية بين إسرائيل وفلسطين. وقالت صحيفة «هآرتس» إن المقترح الأميركي قضى بأن يعتمد بيان «الرباعية» أساساً البيان الذي أصدرته كلينتون غداة قرار الحكومة الإسرائيلية. وجاء في المسودة أنه يجب استئناف المفاوضات بلا شروط مسبقة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام «يُحقق الهدف الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة قابلة للحياة على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراض متفق عليها (أي ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل في مقابل تعويض الفلسطينيين بأراض بديلة)، وتحقيق الهدف الإسرائيلي لدولة يهودية ذات حدود آمنة معترف بها تعكس التطورات على الأرض وتلبي المطالب الأمنية الإسرائيلية». ورفض الروس هذا النص، معتبرين الإشارة إلى الحدود المستقبلية «تحديداً مسبقاً لنتائج المفاوضات»، كما أكدوا رفضهم اعتبار إسرائيل دولة يهودية. حصار غزة باق بعد صفقة شاليت على صعيد آخر، أفادت الصحيفة أن المستوى الأمني في إسرائيل قرر بالتنسيق مع المستوى السياسي، أن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس» لن يغير السياسة الإسرائيلية في شأن مواصلة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وأن الحدود بين القطاع والضفة الغربية ستبقى مغلقة أمام تنقل الفلسطينيين أو نقل البضائع باستثناء حالات إنسانية ووجوب نقل بضائع حيوية. ضغوط على عباس إلى ذلك، أضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة ودولاً عربية تمارس ضغوطاً كبيرة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ليمدد ولايته الرئاسية حتى موعد إجراء الانتخابات المقبلة لمنع حصول فراغ دستوري واحتمال أن تستغل «حماس» هذا الفراغ وتسيطر على الضفة الغربية. ووفقاً للدستور الفلسطيني، فإنه في حال استقال رئيس السلطة ولم تجر انتخابات جديدة، يخلفه في هذا المنصب لمدة 60 يوماً حتى موعد الانتخابات رئيس المجلس التشريعي، وهو عزيز الدويك من «حماس». وأضافت الصحيفة أنه في وضع كهذا ومع الإفراج المتوقع عن نواب من الحركة أسرى في السجون الإسرائيلية ستكون ل «حماس» غالبية في المجلس التشريعي بإمكانها إملاء طريقة الانتخابات وتوزيع المناطق الانتخابية. وأضافت الصحيفة أن نقاشات أميركية داخلية تمت أخيراً للبحث في سبل تعزيز مكانة «أبو مازن» تداولت بعض الأفكار، منها أن يبعث الرئيس باراك أوباما برسالة إلى عباس تعرب فيها الولاياتالمتحدة عن تأييدها لتسوية دائمة قائمة على حدود العام 1967 وتؤكد أنها لم تغير موقفها من عدم اعترافها بالسيادة الإسرائيلية على القدسالشرقية، وان احتجاجها الشديد على مشروع البناء في مستوطنة «غيلو» قبل ثلاثة أسابيع خير مؤشر إلى ذلك.