تشهد الساحة الفنية حالياً عودة عدد من الفنانين المحسوبين على الدراما التلفزيونية إلى المسلسلات سواء التي عرضت أخيراً، أو تصور حالياً لتعرض خلال الفترة المقبلة. وتأتي عودة هؤلاء الذين ظلّوا «نجوم الساحة الدرامية» طوال عشرين عاماً (من 1990 وحتى 2010)، بعدما انصرف عنهم منتجو القطاع الخاص ممن وجدوا ضالتهم في الأعوام الخمسة الماضية في عدد من الوجوه الشابة، ومنهم يوسف الشريف وخالد النبوي ونيللي كريم ومنة شلبي وعمرو يوسف وأمير كرارة وياسر جلال وأحمد مكي ودنيا سمير غانم، إضافة إلى بعض نجوم السينما وبينهم أحمد السقا ومحمد رمضان وكريم عبدالعزيز وأحمد عز وتامر حسني. ومن دون شك فإن النجوم العائدين إلى الدراما تأثروا سلباً بتراجع قطاعات الإنتاج الحكومية، وهي قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ومدينة الإنتاج الإعلامي، قبل أن تتوقف نهائياً عن الإنتاج، إضافة إلى عوامل الزمن والتقدم في السن، ورهان جهات الإنتاج والتسويق والمعلنين على شباب الفنانين من الجنسين مقارنةً بهؤلاء النجوم الذين يأتي في مقدمهم أحمد عبدالعزيز، وهو من أبرز نجوم الدراما التلفزيونية، حيث قام بعده بالبطولة المطلقة أو الجماعية ولكن بأدوار مؤثرة في عشرات المسلسلات الاجتماعية والعاطفية والدينية والتاريخية والتراثية والسير الذاتية، ومنها «المال والبنون» و «ذئاب الجبل» و «الوعد الحق» و «من الذي لا يحب فاطمة» و «ألف ليلة وليلة» و «الفرسان» و «السيرة الهلالية» و «سوق العصر» و «البحار مندي» و «سيف الدولة الحمداني»، و «العنكبوت» الذي قدمه 2008، قبل أن تتراجع بعدها أسهمه بدرجة كبيرة، بحيث لم يشارك إلا في عدد قليل من المسلسلات وبأدوار قليلة، قبل أن يستعيد بريقه في الجزأين الأول والثاني من «الأب الروحي» الذي يعرض حالياً. الأمر نفسه تكرر مع كمال أبورية الذي بدأ مشواره الفني العام 1980 عبر المشاركة في بطولة عدد من المسلسلات، منها «الأفيال» و «بين القصرين» و «السرايا» و «علي عليوة»، وشكل تجسيده لشخصية «يوسف الجندي» في مسلسل «جمهورية زفتى» (1997) محطة فارقة في نجوميته، بحيث شارك بعده في بطولة مسلسلات «السيرة الهلالية» و «عصر الأئمة» و «الحساب» و «الأبطال» و «أوراق مصرية»، ووصل إلى قمة نضجه العام 1999 حين جسد شخصية الشاعر أحمد رامي في مسلسل «أم كلثوم» أمام صابرين، وقام بعده ببطولة «الليث بن سعد» و «أحلام سليمان» و «حارة المعز» و «فلاح في بلاط صاحبة الجلالة» و «سيف اليقين» و «أهل الرحمة» و «نعمى»، و «الجبل»، ثم تراجعت أسهمه كثيراً بعدما قام ببطولة «علي مبارك» 2008، لكنه انتهى أخيراً من المشاركة في الجزء الثاني من «أفراح إبليس» أمام جمال سليمان وصابرين، ويشارك في «بركة» أمام عمرو سعد والمقرر عرضه في رمضان. وبعدما لفت محمد رياض الأنظار إليه بعد مشاركته في مسلسلي «لن أعيش في جلباب أبي» و «نصف ربيع الأخر» في منتصف التسعينات، انهالت عليه عروض البطولة التي قام بها في مسلسلات عدة، ومنها «الحصيدة» و «بحّار الغربة» و «ابن حزم» و «ردّ قلبي» و «الذئب» و «حلم العمر» و «فارس الرومانسية» الذي جسد فيه شخصية الأديب يوسف السباعي، و «الصعود إلى القلب» و «أشرار وطيبين» و «خلِّيها على الله»، وكان آخر عهده بأدوار البطولة حين جسّد شخصية الإمام الغزالي في مسلسل بالاسم نفسه العام 2012، وبعده تعامل مع الواقع وقبل أن يشارك بأدوار أقل مع الشباب الجدد، ومنهم يوسف الشريف «لعبة إبليس» و «كفر دلهاب»، كما شارك في «الأب الروحي 2»، ويصور دوراً جديداً حالياً في «رحيم» أمام ياسر جلال. وبعدما صعد نجم نرمين الفقي بسرعة في عام 1995 من خلال مسرحية «دستور يا أسيادنا» أمام أحمد بدير، جسدت الفقي البطولة في عشرات المسلسلات، ومنها «بحار الغربة» و «السيرة الهلالية» و «ردّ قلبي» و «خلف الأبواب المغلقة» و «الحنين إلى الماضي» و «الفسطاط» و «الليل وآخره» و «المهنة طبيب» و «السيف الوردي» و «كارنتينا» و «للثروة حسابات أخرى» و «مواطن بدرجة وزير» و «العنكبوت»، وكان آخر أدوارها المؤثرة في «الإمام الغزالي» 2012، لكنّ حضورها الدرامي تراجع إلى حين عودتها بقوة في مسلسل «أبو العروسة» أمام سيد رجب وسوسن بدر. وفي موازاة هؤلاء، يشارك عدد من الفنانين المحسوبين على الدراما التلفزيونية في بطولة عدد من المسلسلات الرمضانية بعد غياب أو تراجع، ومنهم ميرفت أمين «بالحجم العائلي» أمام يحيى الفخراني، ودلال عبدالعزيز «أرض النفاق» أمام محمد هنيدي، وحسين فهمي «خط ساخن» أمام سلاف فوخرجي ونضال الشافعي، و «السرّ» أمام وفاء عامر، ونبيل الحلفاوي «أمر واقع» مع كريم فهمي، وسمير غانم «عزمي وأشجان» مع حسن الرداد وإيمي سمير غانم، وعفاف شعيب ومنى عبدالغني «فوق السحاب» أمام هاني سلامة، وجمال عبدالناصر «الأب الروحي» و «أفراح إبليس2»، وهشام سليم «اختفاء» مع نيللي كريم، و «طايع» مع عمرو يوسف، ومصطفى فهمي «المعجزة» مع دينا الشربيني.